مع افتقاد النظرة إلى نسق قيم الدين، ومع اختلال مفاهيمه الكبرى، واختلاط دوائر فعل النص؛ فقد الدين فاعليته، وأصبح جزءاً من المشكلة بدلاً من أن يكون جزءاً من الحل؛إذإن الاستدعاء الفردي للنصوص من غير النظام الكلي الذي تشتغل عليه هذه النصوص هو سبب أساس في إشاعة الاضطراب في كل...
مع افتقاد النظرة إلى نسق قيم الدين، ومع اختلال مفاهيمه الكبرى، واختلاط دوائر فعل النص؛ فقد الدين فاعليته، وأصبح جزءاً من المشكلة بدلاً من أن يكون جزءاً من الحل؛إذإن الاستدعاء الفردي للنصوص من غير النظام الكلي الذي تشتغل عليه هذه النصوص هو سبب أساس في إشاعة الاضطراب في كل أوجه الحياة داخل البيئة الإسلامية إلى حد التناقض المفضي إلى الهلاك، فما كان صالحاً من بساطة الرؤية في البدايات، لم يعد مجدياً في عصر التعقيد والبيئات المفتوحة.
يدعو هذا الكتاب إلى رؤية الدين من زاوية النسق القيمي العميق، بحيث تتساند القيم في صناعة التصور من دون تشتت تضيع معه الصورة الكلية. ويتمنى المؤلف في كتابه أن يرى القارئ قيمة النسق، وأن يجده حرياًّ بالتبني، بديلاً عن النظرة المجزّأة للدين؛ لتختفي تلك الاستدعاءات المجتزَأة.
يبحث هذا الكتاب عن النسق الأكبر الجامع فقط،من دون استعراض للأنساق الصغرى التي تنتظم فيه مثل: نسق الجبر والاختيار، والنسق الذي تستدعى فيه سنن الله في الكون والأنفس، والنسق الذي تستدعى فيه التزكية وقضية الحرب، ونسق قضية المرأة.