-
/ عربي / USD
إن هذا الكتاب هو إضافة جديدة إلى الموضوع الذي نراه الخيط الناظم في فكر الدكتور عبد الوهاب المسيري – رحمه الله – وهو السعي إلى بناء رؤية إنسانية عالمية من منطلق عقيدة التوحيد كإطار معرفي يدور حول مكانة الإنسان في العالم، حتى وإن لم يستخدم المسيري المفاهيم المألوفة أو يُفرط في الاستشهاد بالآيات والأحاديث والإحالة على أقوال الفقهاء.
لقد نَفَذ المسيري إلى قلب المنظومة المعرفية، والمقاصدية للإسلام من خلال مقارنة الأنساق الأيديولوجية والفلسفية والمعرفية، وفهم أن المقصد الأعلى هو تأكيد إنسانية الإنسان وحدودها وأفقها، والتي يعلوها تنزيه الله الذي “ليس كمثله شيء”، فعمل على تطوير الخطاب العربي بشأن التمييز بين الربّاني والغيبي والطبيعي والإنساني، وتركيب الموازين التي تحكم العلاقة الحية بينها، وإدراك الحكمة من إظهار الفوارق وبيانها، والتي حاولت المنظومات الحلولية اختزالها في مركزية الإنسان ومساواته بالإله أو تكريس هيمنته على الطبيعة، وأحياناً إقصاء سؤال الألوهية والربوبية من النقاش رغم حضوره في التصور- منفياً أو معكوساً، ظاهراً أو خفياً.
هذا الكتاب قراءة لازمة للمتخصصين والمهتمين بالعلوم الاجتماعية كلها بفروعها وحقولها، وللباحثين في الفلسفة واللغة والأدب، والأديان المقارنة، والعلوم الشرعية على تنوعها، إذ أن تجلّيات الحلولية تعين على وعي مختلف وجديد بمسارات تاريخ الأيديولوجيات والمذاهب والأديان وواقعها، وتمسّ كل جوانب الحياة الإنسانية، وتحتاج إلى فهم دقيق وفقه عميق ينبني عليه: دقة في التوصيف، وحكمة في التكييف، وعدل في الحكم، واجتهاد في حفظ الإنسانية وإصلاح العالم.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد