لماذا تمتلئ خريطة العالم اليوم بدول إقليمية تفصل بينها حدود خطية؟ إن الإجابة عن هذا السؤال من شأنه أن يساعد على فهم القواعد التي بُنيت عليها السياسة الدولية؛ وهذا السؤال هو أكثر صعوبة مما نظن وأكثر كشفًا للحقيقة مما نعتقد؛ لذا سيُلقي هذا الكتاب الضوء على الدور المهم الذي...
لماذا تمتلئ خريطة العالم اليوم بدول إقليمية تفصل بينها حدود خطية؟ إن الإجابة عن هذا السؤال من شأنه أن يساعد على فهم القواعد التي بُنيت عليها السياسة الدولية؛ وهذا السؤال هو أكثر صعوبة مما نظن وأكثر كشفًا للحقيقة مما نعتقد؛ لذا سيُلقي هذا الكتاب الضوء على الدور المهم الذي أدّاه رسم الخرائط في تطور الدول الحديثة؛ حيث يكشف جوردن برانش، من خلال الأدلة المستقاة من تاريخ الكارتوغرافيا ومن معاهدات السلام ومن الممارسات السياسية، كيف تمكنت التقنيات الحديثة لرسم الخرائط من تغيير الأطر السياسية الرئيسة منذ بداية تاريخ أوروبا الحديثة، وهو ما أفضى إلى رسم الحدود الخطية بين الدول وتفعيل الحكم الحصري الإقليمي داخلها.
يعيد الكتاب الذي بين أيدينا رسم الأطر التي تحكم فهمنا للنظام الدولي، والطريقة التي نحدد بها جذور النظام الحالي للدولة ذات السيادة والمسار المستقبلي له، وهو يتوزع على فصل تمهيدي وسبعة فصول تعتمد جميعها على منهجَي التحليل السردي وتتبُّع العمليات اللذين يمكِّنان من تحديد الروابط بين عوامل التغيير التقنية في الممارسات الكارتوغرافية وبين البنى الفكرية التي تعمل من خلالها هذه التغييرات والمخرجات السياسية المادية الناتجة من ذلك.