يقدّم هذا الكتاب رؤية شاملة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في القرنين العشرين والحادي والعشرين تتضمن أحداث الاحتلال والقمع والمقاومة السياسية. ومن خلال العنوان: السلطة والشعب، يستعرض الكتاب سلطتي الاحتلال العسكري وأنظمة الحكم المطلقة من جهة، وسلطة الشعب الذي يقاوم ويستنكر...
يقدّم هذا الكتاب رؤية شاملة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في القرنين العشرين والحادي والعشرين تتضمن أحداث الاحتلال والقمع والمقاومة السياسية. ومن خلال العنوان: السلطة والشعب، يستعرض الكتاب سلطتي الاحتلال العسكري وأنظمة الحكم المطلقة من جهة، وسلطة الشعب الذي يقاوم ويستنكر ما يدّعيه أولئك الحكام من نفوذ وسلطة من جهة ثانية. فهذا الكتاب يرصد استراتيجيات المقموعين التي فتحت الطريق أمام إسقاط الأنظمة المستبدّة والإطاحة بحكّام بدوا وكأنهم لا يقهرون، فاتّخذ المؤلّف من ثورات الربيع العربي في عام 2011 وما يوازيها من لحظاتوانتفاضات عنيفة في تاريخ الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في القرون السابقة… نموذجاً يمكن من خلاله تصوير الأحداث والعواقب واستخلاص العبر.
كما يسبر الكتاب أغوار العلاقة بين السلطة وأشكال المقاومة، وكيف أن النظام السياسي هو الذي جلب بسلوكه المقاومة إلى حيّز الوجود؛ فالسلوك العنيف الذي تمارسهالسلطة أو النظام السياسي، ينتج مقاومة عنيفة. كما شكّلت طرق اللاعنف نسيجاً وبنية سياسة المقاومة بما تتضمنه من معاني التحدي، منها الاحتجاجات والتظاهرات وأعمال الشغب والتمرد. ولا ننسى المقاومة عبر الفنون المرئية التي تخلق فنوناًإبداعية، منها: الملصقات والغرافيتي التي تقدّم عروضاً مستفزة ومتحدية، وقد أفرد لها المؤلف فصلاً كاملاً مشيراً إلى الصراع الذي نشب بين السلطات والفنانين.
إن هذا الكتاب مكرَّس لاختبار الأشكال المميزة للمقاومة التي يمكن أن تظهر في الوجود. لذلك قسم المؤلف كتابه إلى مقدمة وستة فصولتصوّر أشكال المقاومة في ربوع المنطقة وتلقي الضوء على سجلّاتها الشعبية، كما توضح السلوك والعمليات السياسية التي تعدّ جزءاً منها.