حين اشتدت رياح الربيع العربي، واجتاحت عدداً من الدول العربية، إما بثوراتٍ جذرية أو بإصلاحاتٍ سياسية، كانت تنشد تلافي الثورات، لماذا كانت دول الخليج بمنأى عن كل تلك الرياح؟ .. ولماذا لم يُسفر الحراك الشعبي الواسع في بعض دول الخليج – كما في البحرين والكويت – أو تلك...
حين اشتدت رياح الربيع العربي، واجتاحت عدداً من الدول العربية، إما بثوراتٍ جذرية أو بإصلاحاتٍ سياسية، كانت تنشد تلافي الثورات، لماذا كانت دول الخليج بمنأى عن كل تلك الرياح؟ .. ولماذا لم يُسفر الحراك الشعبي الواسع في بعض دول الخليج – كما في البحرين والكويت – أو تلك المُطالبات والتحركات المحدودة – كما في السعودية وعُمان والإمارات وقطر – عن أي نتيجة تستحق الذكر في ملف الإصلاح السياسي؟ .. بل ما حصل هو عكس ذلك، حيث تضاءلت مساحة الحريات واشتد القمع في عددٍ من دول الخليج.. ثم ما دور الاحتقان الطائفي الموجود لأسباب سياسية وتاريخية، والذي يُوظف أيضاً من قِبل بعض السُلطات في زيادة انقسام المجتمع وفي ضرب أي حراك إصلاحي؟
الباحث في جامعة كامبريدج البريطانية توبي ماثيسن، الذي أعد أطروحته للدكتوراه عن الشيعة في الخليج، كان حاضراً في البحرين ودول خليجية أخرى حين الاحتجاجات فيها، ورصد بدايتها وتطور مسارها وما نتج منها، ودوّن مشاهداته البحثية في هذا الكتاب.