إنّ موضوع هذا المؤلَّف يكمن في رسم نوع من اللوحة العامة لهذا الفرع العلمي. ويعني هذا القيام بعملية تركيب لإسهامات المدارس الفكرية المختلفة، والتعريف بالاتفاقات اللغوية الرئيسية التي بُني حولها تقليد علمي أصيل.إنّ الخطّة تتضمن عدة مستويات. فالفصول الثلاثة الأولى كُرِّست...
إنّ موضوع هذا المؤلَّف يكمن في رسم نوع من اللوحة العامة لهذا الفرع العلمي. ويعني هذا القيام بعملية تركيب لإسهامات المدارس الفكرية المختلفة، والتعريف بالاتفاقات اللغوية الرئيسية التي بُني حولها تقليد علمي أصيل.
إنّ الخطّة تتضمن عدة مستويات. فالفصول الثلاثة الأولى كُرِّست للمقولات المؤسِّسة التي بدونها لا يكون لعلم الاجتماع السياسي موضوع: السلطة (الفصل الأول)، الدولة (الفصل الثاني)، المنظومات والنظم السياسية (الفصل الثالث). وهي تتتالى وفقاً لمنطقِ بَسْطٍ تبدو فيه الظاهرة السلطوية، في كل مرحلة، في تعقُّدٍ اجتماعي متزايد. أما محور الفصل الرابع وحتى التاسع فبني وفق منطق حَصْرٍ معاكس. ونعني بذلك أن هناك تركيزاً تدريجياً على سياقات وفاعلين ذوي صفة نوعية خاصة سياسياً: التكيُّف الاجتماعي (الفصل الرابع)، والعمل الجماعي (الفصل الخامس)، ثم المشاركة السياسية (الفصل السادس)، وأخيراً الأحزاب (الفصل السابع)، والممثلون والحكام (الفصل الثامن)، والمهنة السياسية (الفصل التاسع). وعلى مستوى مختلف كلياً، يوجد الفصل الأخير: “وصف الواقع أم بناؤه؟”. وتبريره يُستمد من أنّ أصالة الخطاب العلمي بالنسبة إلى الخطب الأخرى الممكنة عن “السياسي” تكمن في التساؤل بشكل منظَّم عن الشروط المنهجية لَصحَّته.
وأخيراً وضعنا في نهاية المجلّد بعض المصطلحات الأولية المصحوبة بشروحات موضوعية لها.