نظرية مدار الإسناد التي أطلقها جوزف شاخت ولاقت من بعده قبولاً واسع النطاق في دوائر البحث العلمي الغربي المعاصر تزعم أن أئمة الحديث وضعوا أحاديث نبوية ونشروها بين الرواة عن علم ولمقاصد لديهم ثم دعموها بأسانيد اختلقوها. جي يونبل، ومايكل كوك وآخرون من أتباع شاخت الذين أطلقت...
نظرية مدار الإسناد التي أطلقها جوزف شاخت ولاقت من بعده قبولاً واسع النطاق في دوائر البحث العلمي الغربي المعاصر تزعم أن أئمة الحديث وضعوا أحاديث نبوية ونشروها بين الرواة عن علم ولمقاصد لديهم ثم دعموها بأسانيد اختلقوها. جي يونبل، ومايكل كوك وآخرون من أتباع شاخت الذين أطلقت عليهم الشاختيون تبنوا تبعاً لشاخت نظرية المدار وزادوها إيضاحاً. هذا الكتاب يناقش صحة أصول نظريات شاخت.
يتتبع الفصل الأول ويحقق في كيفية تكوّن وظهور نظرية المدار، موضحاً علاقة هذه النظرية ببقية نظريات شاخت. والفصل الثاني يستطلع المواقف تجاه نظرية المدار مبيناً أن الذين أيدوا النظرية لم يزيدوا على أحد أمرين؛ فإما أنهم توسعوا في محاولة إثباتها، وإما أنهم توسعوا في تطبيقها على فروع أخرى من علوم الدراسات الإسلامية. يقدم الفصل الثالث أوجهاً عديدة لنقد أدلة نظرية المدار سواء تلك التي قدمها شاخت أو يونبل، وهذا النقد لا يُظهر ضعف أدلة إثبات النظرية فحسب، بل يستدل بالأدلة ذاتها لإثبات بطلان النظرية. وهنالك مسلكان نقديان آخران تضمنهما الفصل الرابع: أول هذين المسلكين يقوم على تقصي المصطلحات والقواعد المنهجية التي قررها المحدثون مقدماً بديلاً عملياً لفرضيات شاخت المغلوطة. المسلك الثاني يوضح أخطاء شاخت المنهجية من خلال ذكر مجموعة من الانتقادات التي جمعتها أو ذكرها العلماء الذين نقدوا شاخت ونظرياته. الفصل الأخير يبين كيف أن نظريات شاخت الأخرى تتهاوى تبعاً لنقض نظرية المدار. وللترابط الوثيق بين نظريات شاخت المتعددة حول الحديث النبوي والتشريع الإسلامي فإن نتائج هذا الكتاب لن ترد على الآثار البينة لنظرية المدار على الحديث النبوي والتشريع الإسلامي فحسب بل ستفتح الباب للعلماء أن يضعوا محل السؤال والنقاش نظريات أخرى مهمة تبناها شاخت وأتباعه تتعلق بتاريخ التشريع الإسلامي.