على الرغم من التجربة السياسية والاقتصادية المثيرة التي خاضها الدكتور مهاتير محمد على امتداد 22 عاماً قضاها رئيساً لوزراء ماليزيا، مرَّ فيها بتجربة نضالية صعبة لتحويل وطنه من بلدٍ زراعي مهمّش وفقير إلى بلدٍ صناعي متقدم وفاعل إقليمياً ومتحرر سياسياً واقتصادياً من الهيمنة...
على الرغم من التجربة السياسية والاقتصادية المثيرة التي خاضها الدكتور مهاتير محمد على امتداد 22 عاماً قضاها رئيساً لوزراء ماليزيا، مرَّ فيها بتجربة نضالية صعبة لتحويل وطنه من بلدٍ زراعي مهمّش وفقير إلى بلدٍ صناعي متقدم وفاعل إقليمياً ومتحرر سياسياً واقتصادياً من الهيمنة الغربية، ومع أنه ترك رئاسة الوزراء منذ عام 2003، إلا أنه لم يُصدر مذكراته الشخصية عن تجربته السياسية والاقتصادية المهمة وملاحظاته الفكرية والاجتماعية على تلك المرحلة سوى بوقت متأخر، حيث احتاج إلى عدة سنوات من الكتابة والتوثيق من أجل تدوين أهم تفاصيل هذه التجربة، ولم تصدر هذه المذكرات سوى في منتصف عام 2011.
هذا الكتاب لا يروي قصة الدكتور مهاتير محمد الشخصيّة، بل يروي قصة ماليزيا، البلد الذي خرج مرهقاً من استعمار بريطاني كان حريصاً على بقائه نامياً ومتخلّفاً يعيش على بيع المطاط والقصدير للمستعمر، لكنه استطاع عبر نضال سياسي واقتصادي طويل، وبوجود شخصية قيادية فذة، أن يتحول من بلدٍ زراعي مهمش إلى واحدٍ من الدول الاقتصادية والصناعية المرموقة، وأن يرفع متوسط دخل الفرد من 350 دولار إلى 8000 دولار، وأن يجعل من الملايويين، الذين كان لهم 2 في المئة فقط من حجم الاقتصاد المحلي، شركاء حقيقيين في اقتصاد بلدهم.
من يريد أن يعرف كيف يمكن تحقيق نهضة اقتصادية لبلد نامٍ خلال مدة وجيزة، وباستقلال سياسي واقتصادي عن الغرب، فليقرأ هنا واحدة من أعظم التجارب في هذا القرن.