من أهم معالم تقدم الدول والمجتمعات هو مقدار اهتمامها بـ “الرعاية الاجتماعية” لمواطنيها، وخلق دولة الازدهار والرفاه الاجتماعي والاقتصادي، وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية، ورعاية المسنين، ومكافحة الفقر والبطالة، وسواها من سمات دولة الرفاه الاجتماعي.هذا الكتاب يقدم...
من أهم معالم تقدم الدول والمجتمعات هو مقدار اهتمامها بـ “الرعاية الاجتماعية” لمواطنيها، وخلق دولة الازدهار والرفاه الاجتماعي والاقتصادي، وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية، ورعاية المسنين، ومكافحة الفقر والبطالة، وسواها من سمات دولة الرفاه الاجتماعي.
هذا الكتاب يقدم دراسات وإحصاءات وتقارير عن تجارب مؤسسات الرعاية الاجتماعية في ثماني دول، ست منها دول متقدمة اقتصادياَ (أستراليا وكندا وفرنسا والسويد والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية)، ودولتان ناميتان (البرازيل وزيمبابوي).
لقد كان صعود وهبوط “الرعاية الاجتماعية” من أبرز أحداث القرن العشرين. فمع بداية هذا القرن، لم تكن سوى مجموعة صغيرة من الدول الصناعية مستعدة لمكافحة مشاكل الفقر والبطالة وتوفير الخدمات الطبية والتعليمية وبقية الخدمات الأساسية، وهي إن فعلت هذا فإنما تفعله غالباً لأسباب سياسية.
وعلى الرغم من كون الرعاية الاجتماعية من أهم المؤسسات التي تطورت في القرن العشرين، لكنها تضمنت أحياناً الأسباب المحتملة لفشلها، منها: زيادة نفقات الرعاية مقارنة بميزانية الدولة وزيادة سيطرتها عليها، وزيادة الفقر ونشوء الطبقة الدنيا. وهذا أدى إلى مطالبات البعض بالتخصيص الاجتماعي، حيث يكون التركيز الأكبر على واجبات المواطنة ومسؤوليات الفرد وعلى تسويق الإنفاق العام.