قدّم الدين الإسلامي نظاماً قِيَمياً وتشريعياً صالحاً للأزمان المتجددة والأحوال المتغيرة. هو نظام لا تفاجئه تقلبات الحياة، بل هو يفاجئها بقدرته على استيعابها بشكل يجعل المسلم مطمئناً إلى أن دينه يحميه.يعالج هذا الكتاب قضية ثوابت المنهج الإسلامي معالجة تنبثق من نور البناء...
قدّم الدين الإسلامي نظاماً قِيَمياً وتشريعياً صالحاً للأزمان المتجددة والأحوال المتغيرة. هو نظام لا تفاجئه تقلبات الحياة، بل هو يفاجئها بقدرته على استيعابها بشكل يجعل المسلم مطمئناً إلى أن دينه يحميه.
يعالج هذا الكتاب قضية ثوابت المنهج الإسلامي معالجة تنبثق من نور البناء المعرفي الأصولي والفقهي، وتكشف عن أمرين متناغمين ومتمازجين تتسم بهما ثوابت المنهج، وهما: الرسوخ، والمرونة، بما ينسجم مع بشرية المخاطبين بهذا المنهج، وما يطرأ على حياة البشر من عوارض متجددة تختلف باختلاف طبيعة الحياة التي يحيونها، وسماتها النفسية والاجتماعية والحضارية.
يتوزع الكتاب على قسمين يرتبطان ببعضهما ارتباطاً وثيقاً؛ فالأول هو القسم الأصولي، ويتناول منهجية تحديد الأحكام الفقهية والقطعية الثابتة وضوابط تغيرها، كما يناقش العلاقة بين المجتهد والعامي بمساحات القطع والظن في الشريعة. أما القسم الثاني، وهو القسم الفقهي فيتناول القواعد التأصيلية لتلك الأحكام وطريقة معالجتها من خلال المذاهب الأربعة: الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة.
ولبناء صورة واضحة لقضية الثبوت والتغير المرتبطة بالأحكام القطعية، تقدم الباحثة بصورة موسعة عرضاً لنموذجين تطبيقيين تكتمل بهما الصورة بتحقيق الصلة بين التأصيل والتطبيق، الأول يدرس حقّ الزوج في تقييد خروج زوجته من المنزل، والثاني يدرس ما يجب على المرأة ستره أمام الأجانب. وهما من المسائل التي تحتاج إلى مزيد تأصيل وتحرير يأخذ في الحسبان طبيعة العصر، ومقتضياته، وأولويات إعادة مقاصد الدين، وأخلاقياته، وروحه، إلى قلوب الناس، وعقولهم، وسلوكياتهم.