-
/ عربي / USD
إن التراث الذي ما نزال ننعته بـ”الغربي”، سواء قصدنا العلم الصرف أو التقنيات، يزداد ميلاً ليصبح ملكية مشتركة للإنسانية جمعاء، بفضل تضافر جهود الباحثين من كل الأجناس ومن كل الآفاق الفكرية. ولكن الأمر الذي يؤثر فينا تأثيراً صميماً هو أن نرى الدكتور محمد عزيز الحبابي يربط ربطاً أميناً، خيط جهود فكرية تربطنا بها صلات كثيرة. إنها جهود نظرية وعلمية تمتد جذورها إلى ماضٍ سحيق، ولكنها أرادت لنفسها أن تكون منفتحة على كل التراثات الحية؛ لأن الشخص إذا ما أدرك ذلك إدراكاً صادقاً، تغلغل بجذوره في المعشر البشري. فتنوع الثقافات والأنظمة يزيح الحلم السخيف في تعميم تجريدي.
يبذل الحبابي جهده في تشييد هذه الفلسفة الشخصانية على دعائم جديدة، مدمجاً فيها خير ما في المذهب البرغسوني، إذ يجعل منه محور الاهتمام في بحثه، ولا يتعرض إليه بالنقد إلا وتحدوه إرادة تفهم قوي ونزيه، مغنياً إياه بأوثق الروافد لكل الفلسفات التي استقى من ينابيعها. وبهذا الخصوص، نعتقد أنه لأمر ذي مغزى، أن نرى الحبابي كثيراً ما يضيف اسم ابن طفيل والغزالي وابن خلدون إلى أسماء القدامى والجدد من جهابذة الغرب الذي لم يرفض قط أية مقابلة سليمة مع الشرق.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد