الوهابية بين الشرك وتصدع القبيلة ليس كتاباً في التاريخ وإنما هو عن التاريخ بمجمل مصادره وإيحاءاته وأحداثه فموضوعه هو الحركة الوهابية التي تنتمي علمياً إلى زمننا وتنتمي نظرياً إلى حقل العلوم الإنسانية فالحركة الوهابية ومنذ نشأتها ظلت أسيرة رؤيتين متناقضتين تتسمان...
الوهابية بين الشرك وتصدع القبيلة ليس كتاباً في التاريخ وإنما هو عن التاريخ بمجمل مصادره وإيحاءاته وأحداثه فموضوعه هو الحركة الوهابية التي تنتمي علمياً إلى زمننا وتنتمي نظرياً إلى حقل العلوم الإنسانية فالحركة الوهابية ومنذ نشأتها ظلت أسيرة رؤيتين متناقضتين تتسمان بالسطحية: رؤية دينية لا ترى في الوهابية أكثر من أنها دعوة دينية ورؤية حداثية لا ترى فيها أكثر من أنها تجل من تجليات بداوة الجزيرة العربية
لذلك سعى د. خالد الدخيل في هذا الكتاب وهو في الأصل أطروحة دكتوراة إلى تقديم رؤية مختلفة وجديرة بالاهتمام وقد أكد أن الظروف الاجتماعية ساهمت في تعزيز دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب لنشوء الحركة الوهابية فالقرى والبلدات النجدية في السابق كانت تقوم على أساس قبلي أما اليوم تفكك النظام القبلي وتشتت أعضاء القبيلة الواحدة وتوزعوا على مدن وقرى مختلفة فحلت بالتالي سلطة الدولة محل سلطة القبيلة وتماهى الدين مع السياسة وبرزت الدعوة إلى التخلص من الشرك واعتماد التوحيد.
ولأن الوهابية موضوع واسع ينطوي على إشكاليات متعددة فقد انطوى هذا الكتاب على إشكالية أساسية تتعامل مع أسئلة عديدة تتعلق بها : فهل جاءت الوهابية في مبتدئها كاستجابة للشرك؟ أم لتصدع القبيلة؟ ولماذا وكيف ظهرت الحركة الوهابية؟ وماذا يعني ظهورها بالنسبة إلى المجتمع النجدي وإلى الجزيرة العربية ؟ وهل هي مجرد حركة إصلاح ديني أم أنها ردة فعل على تفشي الشرك في نجد؟ وما هي طبيعة العلاقة التي ربطتها بالدولة السعودية الأولى؟