استطاعت الباحثة الفرنسية أميلي لورونار إنجاز أطروحتها للدكتوراة عبر أجراء دراسة ميدانية موسعة في المملكة العربية السعودية استغرقت بضعة أعوام فكان هذا الكتاب الذي يعد بحثاً استقصائياً وتحقيقاً شاملاً عن مجتمع قليلاً ما خضع للدراسة في حقل العلوم الاجتماعيةوالهدف من هذا...
استطاعت الباحثة الفرنسية أميلي لورونار إنجاز أطروحتها للدكتوراة عبر أجراء دراسة ميدانية موسعة في المملكة العربية السعودية استغرقت بضعة أعوام فكان هذا الكتاب الذي يعد بحثاً استقصائياً وتحقيقاً شاملاً عن مجتمع قليلاً ما خضع للدراسة في حقل العلوم الاجتماعية
والهدف من هذا الكتاب هو رصد وتحليل أنماط الحياة التي تتبناها الفتيات السعوديات في المدينة الحديثة ولا سيما في العاصمة الرياض التي تتميز بالفصل الكامل بين الرجال والنساء. قدمت لورونار وصفاً دقيقاً لتطور حياة السعوديات في فضاءات حضرية أربعة هي الفروع الجامعية للبنات ومراكز العمل والفضاءات الدينية ومراكز التسوق التي تضاعف عددها بالتوازي مع التوسع المتنامي والفوضوي للعاصمة فقامت بإجراء مئات المقابلات مع الفتيات وتسجيل ملاحظات حول سلوكياتهن وأفكارهن وتصوراتهن عن المجتمع والحياة والاختلاط كما دخلت الباحثة إلى عوالم شديدة الخصوصية في حياة الفتيات السعوديات لا يتم الحديث عنها في العلن وقامت برصد كل ذلك بعين سوسيولوجية فاحصة
هذا العمل يساعد على فهم أفضل للتحولات الاجتماعية والسياسية الجارية حالياً في السعودية ومدى محورية قضية المرأة في الصراع السياسي والتياري داخل المجتمع وجدلية الخصوصية والإصلاح الحاضرة في الخطاب الرسمي وكيف تستخدم قضية المرأة في ترويع نمط إصلاحي اجتماعي يُرضي الغرب على حساب بطء عملية الإصلاح السياسي.