لا يخفى على أحد أهمية “فرضية التضامن” من حيث أنها مطلباً إسلامياً تؤيده العقيدة ويدعو إليها الدين، وتُروّج له مكونات الدولة والمجتمع.من هنا، سعى د. محمد حواش في كتابه خطاب التضامن الإسلامي، إلى رصد صور التضامن ومراقبة درجة حصوله من خلال إلقاء الضوء على طبيعة العلاقات التي...

لا يخفى على أحد أهمية “فرضية التضامن” من حيث أنها مطلباً إسلامياً تؤيده العقيدة ويدعو إليها الدين، وتُروّج له مكونات الدولة والمجتمع.

من هنا، سعى د. محمد حواش في كتابه خطاب التضامن الإسلامي، إلى رصد صور التضامن ومراقبة درجة حصوله من خلال إلقاء الضوء على طبيعة العلاقات التي كانت ـ ولا تزال ـ تربط بين غرب العالم الإسلامي وشرقه من حيث الهويتين العقدية والحضارية لمختلف الشعوب الإسلامية، مركّزاً على خصوصية هذه العلاقات من جهة، وخطورة التحديات التي كانت تعتريها من جهة ثانية.

وسعياً إلى تحقيق هدفه من كتابه، قدم المؤلف نموذجاً مثالياً عن الحملة العسكرية التي تعرضت لها مصر ثم الشام منذ سنة 1798 واستمرت حتى سنة 1801 طارحاً سؤالاً عن موقف المغرب من الحملة الفرنسية التي نزلت بأرض مصر والشام، متناولاً أربع قضايا أساسية: تتصل القضية الأولى منها، بموقف القيادة السياسية العليا بالمغرب من هذه الحملة. أما القضية الثانية، فتتمثل في محاولة تبيّن الكيفية التي تفاعلت بها مختلف مكونات الشعب المغربي تجاه هذا الحدث. في حين تتمحور القضية الثالثة حول المساهمة الجهادية التي يمكن أن تكون قد صدرت عن المغاربة في عين المكان. أما القضية الرابعة والأخيرة، فيتلخص هدفها الرئيس في محاولة الكشف عن الكيفية التي تفاعلت بها عناصر الجالية المغربية التي كانت تقيم آنذاك بمصر والشام مع هذه الحملة.