لا يخفى على أحد أهمية مقاصد الشريعة باعتبارها من الآليات التي تسهم في الانتقال من المنهجيات القاصرة إلى المنهجية الكلية المنشودة في مختلف المجالات وعلى مختلف الصعد؛ ذلك لأن مقاصد الشريعة لا تتعلق بالفقه فقط، بل تتعلق بالشريعة كلها، والشريعة هي الإسلام نظاماً للحياة...
لا يخفى على أحد أهمية مقاصد الشريعة باعتبارها من الآليات التي تسهم في الانتقال من المنهجيات القاصرة إلى المنهجية الكلية المنشودة في مختلف المجالات وعلى مختلف الصعد؛ ذلك لأن مقاصد الشريعة لا تتعلق بالفقه فقط، بل تتعلق بالشريعة كلها، والشريعة هي الإسلام نظاماً للحياة بعقيدته ومجتمعه وتشريعه وروحه وأخلاقه وكل ما فيه.
والاجتهاد المقاصدي هو إعمال المقاصد منهجاً نظرياً في تناول الموضوع أياً كان، ومنطقاً في قلب عملية التفكير فيه، ومعياراً لسلامة النظر الجديد من عدمه، ومجالات الاجتهاد التي اختارها المؤلف في كتابه هذا هي الاجتهاد في: تصوّر المقاصد ونظريات أصول الفقه وأحكام الفقه والفكر الإسلامي ومقاصد العقائد الإسلامية، متناولاً: “مصطلح الضرورات الشرعية” و”نوط الأحكام بمقاصدها” و”إسلام المرأة من دون زوجها” ومسألة “التنمية المعرفية” والمقاصد والفوائد التي يحققها العلم بصفتيْ “المُعطي” و”المانع” لله تعالى.
كما استفاد المؤلف في عرض كتابه على الأفكار الجديدة والمصطلحات المناسبة من مجالات مختلفة إيماناً منه بأن تصنيف المعرفة الإنسانية إلى “تخصصات” يخفف تعقيد المفاهيم على طالبيها بتجميعها ضمن حقول، شرط عدم استثمار المفاهيم المفيدة واحتكار المصطلحات أو الأفكار في أي “تخصص” كان، بحيث يمنع الإبداع فيه أو يعرقل ظهور الأفكار الجديدة التي قد تتعارض مع مصالحه أو مع ما ألفه من تصورات.