إن الفكر القومي شأنه شأن أي فكر هو حصيلة صيرورة الأفكار المرتكزة على المبادئ الأولية للقومية العربية في جدلها مع مشكلات الواقع العربي لا الواقع العربي نفسه لكنه في الوقت الذي يسعى إلى توصيف هذه المشكلات فإنه يسعى في الآن نفسه إلى حلها وهذا ما يلقبه إلى مصافي...
إن الفكر القومي شأنه شأن أي فكر هو حصيلة صيرورة الأفكار المرتكزة على المبادئ الأولية للقومية العربية في جدلها مع مشكلات الواقع العربي لا الواقع العربي نفسه لكنه في الوقت الذي يسعى إلى توصيف هذه المشكلات فإنه يسعى في الآن نفسه إلى حلها وهذا ما يلقبه إلى مصافي الأيديولوجيا.
يحاول هذا الكتاب البحث عن نقد داخلي في فكرة القومية العربية ضمن صيرورة ثقافية بخاصة مع تصاعد دعوات كثيرة في العقدين الأخيرين تطالب دعاتها بالمراجعة الذاتية ولأن هذه الفكرة امتصت طاقة فكرية وشعبية كبيرة على مدار القرن الفائت بحيث أصبح من غير الممكن تجاوزها وكأنها لم تكن.
تنفتح فصول هذا الكتاب حول إشكاليتين رئيسيتين : الأولى تتساءل ما إذا كان الفكر القومي العربي قد أجرى ضمن صيرورته الثقافية نقداً داخلياً استطاع من خلاله مواكبة مشكلات الواقع العربي على مدار القرن الفائت والثانية تفحص إمكاناته عبر إنتاجه المعاصر بتشييد مشروع سياسي اجتماعي يعيد التفكير بقضيته المتمثلة ببناء أمة حديثة
حول هذه الأسئلة التي ستولد أسئلة أخرى تدور إشكالية هذا الكتاب ليسعى النص إلى تقصيها عبر مناقشته نتاجات أربعة نماذج من المثقفين القوميين. تتوزع على فترات زمنية مختلفة وهم محمد عزة دروزة من الجيل الأول ونديم البيطار وقسطنطين زريق من الجيل الثاني وعزمي بشارة من الثالث والأخير.