تسعى هذه الدراسة إلى تحديد التصورات والقيم الأساسية في الخطاب الإسلامي المرتبط بالحياة السياسية الديمقراطية، وإلى تحديد الإطار المعياري الذي يشكل القاعدة التي تقوم عليها مفاهيم الحرية والمواطنة. كما تسعى إلى ربط هذه المفاهيم والقيم بأطر المجتمع الحديث وعلاقاته السياسية...
تسعى هذه الدراسة إلى تحديد التصورات والقيم الأساسية في الخطاب الإسلامي المرتبط بالحياة السياسية الديمقراطية، وإلى تحديد الإطار المعياري الذي يشكل القاعدة التي تقوم عليها مفاهيم الحرية والمواطنة. كما تسعى إلى ربط هذه المفاهيم والقيم بأطر المجتمع الحديث وعلاقاته السياسية والاجتماعية والدينية، وإلى رسم معالم العلاقة الحركية بين الديني والسياسي بما يسمح للانطلاق من القيم الأخلاقية والدوافع الروحية والدينية لتأسيس مجتمع يضمن الحرية والكرامة والعدل لأبنائه كافة، من دون النظر إلى خصوصياتهم الدينية والعقدية والقومية.
لذلك، يحاول المؤلف في مقاربته للإطار المعياري والتجربة التاريخية للرسالة الإسلامية أن يحدد أثر الرسالة الإيمانية في قيام كيان إنساني يحقق كرامة الإنسان بوصفه إنساناً، ويجسد الغاية التي حددها التنزيل لهذه الرسالة بوصفها رحمةً للعالمين، رحمةً موجهة إلى الإنسان مجرداً عن خصوصياته الجغرافية والثقافية، ومجرداً من تحيزاته العقدية والنفعية.