لا يجتمع في الإسلام دعوة إلى التمسك بالسنن الراشدية في الحكم ودعوة إلى استبقاء طاعة سلطان جائر فإما فكراً سلطوياً يليق بالكسروية والقيصرية وإما فكراً شورياً يليق بالشريعة المحمدية شريعة العدل والشورى وولاية الأمة. ونصوص الصبر والطاعة كلها إما أن تؤول وتقبل بشرط فتح...
لا يجتمع في الإسلام دعوة إلى التمسك بالسنن الراشدية في الحكم ودعوة إلى استبقاء طاعة سلطان جائر فإما فكراً سلطوياً يليق بالكسروية والقيصرية وإما فكراً شورياً يليق بالشريعة المحمدية شريعة العدل والشورى وولاية الأمة. ونصوص الصبر والطاعة كلها إما أن تؤول وتقبل بشرط فتح الوسائل السلمية كافة لتغيير السلطان الجائر وإما أن ترد بنصوص المدافعة ومغالبة الجبارين وإما أن تعرض على قيم الإسلام ومبادئه وأصوله.
أما استعمالها في تأصيل الاستبداد ونسبة التشريع إلى الشرع فهو تقوّل وازدراء لرسالات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ورسالة الإسلام وتقوّل على منطق الشرع ولا يليق بأمة أطاحت بعروش الجبارين عروش كسرى وقيصر ولم يكن لديها من وسائل المقاومة إلا سيوفها الجرداء أن تقف عاجزة مستسلمة أمام الطواغيت لأن بنيان الاستبداد الديني يحول دون المساس بجناب الفراعين فهي مأمورة بإدانة فقه الاستبداد وتفكيكه واستبدال فقه الشورى وسلطان الأمة به ومأمورة بمواجهة سلمية مفتوحة مع ملك التغلب وجحيم الطغيان.