لا بد من التسليم بأن مسألة الأغلبية ليست من المسائل المنصوصة بمعنى أنه ليس هناك نص ينهي أو يحذر من ذلك وإنما هي مسألة اجتهادية استنباطية والنصوص التي تتصل بالموضوع ويمكن اعتمادها في الاستنباط كثيرة وخصوصاً في السيرة النبوية ولكنها جميعاً تحتاج إلى تدبر واستنطاق لكي تفصح عن...
لا بد من التسليم بأن مسألة الأغلبية ليست من المسائل المنصوصة بمعنى أنه ليس هناك نص ينهي أو يحذر من ذلك وإنما هي مسألة اجتهادية استنباطية والنصوص التي تتصل بالموضوع ويمكن اعتمادها في الاستنباط كثيرة وخصوصاً في السيرة النبوية ولكنها جميعاً تحتاج إلى تدبر واستنطاق لكي تفصح عن دلالتها في الموضوع ولهذا اختلفت أنظار العلماء والباحثين فيها واختلفت استنباطاتهم منها واستدلالاتهم بها.
يتضمن هذا الكتاب معالجة أصولية فقهية لمسألة الأغلبية أو الأكثرية وذلك من ناحيتين : الأولى الحكم الشرعي للأغلبية من الناس والأغلبية من أفراد الأمة والأغلبية من العلماء والأغلبية من ممثلي الأمة والمقدمين عندها والثانية: الحكم الذي يصدر عن الأغلبية والرأي الذي تذهب إليه الأغلبية هل يعتبر صواباً لكونه قول الأغلبية؟
لقد تطرق عدد من الكتّاب الإسلاميين المحدثين إلى هذه المسألة وخصوصاً من وجهها الأول ولكنهم تناولوها تناولاً فكرياً سياسياً وفي مقالات سريعة وفقرات مقتضبة إلا أن الموضوع بقي مفتقراً إلى معالجة علمية أصولية ومفتقراً إلى وضعه في سياق البناء الفقهي والأصولي العام وهذا ما يتوخاه الدكتور أحمد الريسوني في كتابه هذا.