ما الذي يثوي خلف هذا الخروج الصاخب لعصبة النسويات الرافضات في مدينة الإسلام الكونية مدينة الإسلام المعولم من قفص العذارى ومن السرب إلى حيز الإطلاق والحرية؟ وما علة هذا الغضب الهجوم الذي يستبد بهن ويدفعهن إلى الجنوح للعنف اللفظي والعنف الوجداني في مقاربة المقدس الديني...
ما الذي يثوي خلف هذا الخروج الصاخب لعصبة النسويات الرافضات في مدينة الإسلام الكونية مدينة الإسلام المعولم من قفص العذارى ومن السرب إلى حيز الإطلاق والحرية؟ وما علة هذا الغضب الهجوم الذي يستبد بهن ويدفعهن إلى الجنوح للعنف اللفظي والعنف الوجداني في مقاربة المقدس الديني والجنس الآخر ؟ هل هي النواة الصلبة لكن المتشابهة في المجموع الفقهي النسائي الإسلامي ذي الأصول البذرية الأبوية التي بلغت كمالها في إسلام الصحراء وفي الإمبريالية الثقافية العربية؟ أم إنها ليست في بنيتها الجوهرية إلا موقفاً ارتدادياً من الرؤية السلفية المضادة للعقل والحرية؟ العازفة عن منهج إعادة قراءة الأصول الدينية وتأويلها الغافلة عن أن أشكال التفاوت واللا مساواة والاستبداد الذكوري المعللة بظاهر النص قد لا تكون سوى تركيبات إنسانية لا مظاهر للإرادة الإلهية؟ أم إن ثمة دواعي أخرى يتعين اعتبارها في التفسير؟
النسوية الإسلامية الرافضة نزعة مستحدثة في مدينة الإسلام الحالية وليست تلك الأسئلة إلا بعض وجوه المشكل في هذه النزعة في هذا الكتاب الخارج عن المألوف يدخل فهمي جدعان إلى الدائرة الحمراء لعالم نزعت عنه أغلال المقدس الحرية ويخص هذه العصبة بالبحث الموضوعي المحلل وبالنظر المدقق وبالمساءلة النقدية.