“تعود فكرة هذا الكتاب إلى آخر قد سبقه، وكما هي الأفكار تولد ناقصة وتستدعي جدلاً من أجل إنضاجها، فقد برزت موضوعة حرية الإعلام، كعمل فكري يستكمل البحث في إطار منظومة القيم والأعراف التي تشكلت وتطورت لاحقاً لحماية حق الإنسان في التعبير عن رأيه بعيداً عن هيمنة القوة، واستبداد...
“تعود فكرة هذا الكتاب إلى آخر قد سبقه، وكما هي الأفكار تولد ناقصة وتستدعي جدلاً من أجل إنضاجها، فقد برزت موضوعة حرية الإعلام، كعمل فكري يستكمل البحث في إطار منظومة القيم والأعراف التي تشكلت وتطورت لاحقاً لحماية حق الإنسان في التعبير عن رأيه بعيداً عن هيمنة القوة، واستبداد السلطة، وتعسف الرقابة المسبقة واللاحقة، وكان لا بـدَّ من البحث في جدلية الحرية والقانون كمقدمة تعرض تطور الاعتراف بالحقوق الأساسية للإنسان في الإعلان عن رأيه من دون خوف أو عقاب، انطلاقاً من حقيقة أن الإنسان لا يمكن أن يكون واعياً وحراً من دون أن يكون جزءاً فاعلاً ومعترفاً به من كينونة المجتمع، وأن ذلك الاعتراف يشكل مقدمة للاعتراف بكل حقوقه اللاحقة وفي المقدمة منها الحق في حرية الرأي والتعبير.
تحمل فصول هذا الكتاب الكثير من النماذج والحالات التي تفضي إلى رسم خطوط الطول والعرض في خارطة حرية الرأي والتعبير، ومهما كان تشاؤمنا مبرراً … في إطار معنى حرية الرأي والتعبير، فإن مسؤولية بناء تلك المنظومة لا يمكن أن نعلقها على شبكة الدولة …، فالمسؤولية تتعدى ذلك إلى وسائل الإعلام أيضاً.
إن الحماس في البحث عن الإجابة للسؤال الذي يتكرر في هذا السياق سوف لن يتوقف: هل حرية الإعلام في تطور وتنامٍ.. أم أنها في تداعٍ وتراجع؟.
سؤال بحاجة إلى عمل فكري يتواصل.. وربما إلى منظور مغاير للحوار في معنى الحرية ونقيضها”.