قطع الفكر الإسلامي المعاصر في إيران شوطاً كبيراً في معالجة قضايا منهجية وأساسية في تجديد الفكر الديني تستحق الدراسة والتأمل. حيث لعب المفكرون الإصلاحيون هناك دوراً كبيراً في إعادة صياغة العقلية الإسلامية،وتحديد عوامل أزمة الأمة المسلمة، واقتراح منهجية بديلة للتفكير...
قطع الفكر الإسلامي المعاصر في إيران شوطاً كبيراً في معالجة قضايا منهجية وأساسية في تجديد الفكر الديني تستحق الدراسة والتأمل. حيث لعب المفكرون الإصلاحيون هناك دوراً كبيراً في إعادة صياغة العقلية الإسلامية،وتحديد عوامل أزمة الأمة المسلمة، واقتراح منهجية بديلة للتفكير تتجاوز ثغرات المنهجية السائدة.
ويعرض المؤلف بالنقد والتحليل لقضية التجديد الديني في المشاريع الفكرية لأبرز ستة مفكرين لعبوا دوراً مهماً في هذا المجال، وانشغلوا في نقد الفكر الديني المعاصر وتحليله. وحيث يجمع هؤلاء التشيع والاهتمام بتجديد الفكر الإسلامي في إيران، فإنهم يتمايزون في موقفهم النقدي من التراث، وينتمون إلى مراحل زمنية مختلفة (ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن العشرين)، وإلى اتجاهات فكرية مختلفة أيضاً. وهؤلاء هم: الميرزا محمد حسين النائيني، ومرتضى مطهري، وعلي شريعتي، ومهدي بازرجان، وسيد حسين نصر، وعبد الكريم سروش.
ولما كانت معظم مؤلفات هؤلاء المفكرين أو الدراسات التي تتناول فكرهم غير متوفرة باللغة العربية، فإن هذا الكتاب يفتح أمام القارئ العربي خصوصاً والقارئ السني عموماً نافذة على الثراء الفكري الذي شهده حقل التجديد الديني في إيران خلال المئة سنة الأخيرة، وهو ثراء يجهله الكثير في العالم العربي والسني، حتى المختصون في دراسات التجديد والإصلاح الفكري.