“إن هذا الموضوع، وإن بدا جديداً في إسمه وعنوانه وأسلوب عرضه، إلا أن أصله كان محل عناية الفقهاء، فعرضوا له بالبحث في أبواب متفرقة من كتب الفقه وأصوله…. ولكن في عصورهم، وبما أن الحياة كانت تتسم بالبساطة، رأينا تناولهم للموضوع جاء بشكل محدود ومقتضب، ذلك أن الأضرار ما كانت...
“إن هذا الموضوع، وإن بدا جديداً في إسمه وعنوانه وأسلوب عرضه، إلا أن أصله كان محل عناية الفقهاء، فعرضوا له بالبحث في أبواب متفرقة من كتب الفقه وأصوله…. ولكن في عصورهم، وبما أن الحياة كانت تتسم بالبساطة، رأينا تناولهم للموضوع جاء بشكل محدود ومقتضب، ذلك أن الأضرار ما كانت لتكثر في حياة بسيطة، إذ أن التصرفات في أغلبها كانت خالية من التعقيد.
أما في الوقت الحاضر، ومع تكاثر الناس من جهة، وتكاثر وسائل النقل والمصانع والأدوات الميكانيكية… من جهة ثانية، ازداد الموضوع أهمية، حيث صاحب استخدام هذه الوسائل والتقنيات حوادث وأضرار غير مقصودة وناتجة من تقصير المرء…
فهذا الكتاب يعرض القواعد العامة التي بحثها الفقه الإسلامي حول مسؤولية المرء في منع حصول الضرر، مع التقيد بمقتضيات العدالة، كما يجمع كل ما تفرق في كتب الفقه ويضعه تحت عنوان واحد، لتصبح نظرية متكاملة قائمة على تأصيل فقهي..”