هل يستوعب الوحي مجمل تطورات المستقبل؟! هذا السؤال البسيط في ظاهره هو من أهم الأسئلة وأعمقها الذي يمكن لإجابته أن تفتح بوابة واسعة باتجاه تغيير الوعي ولولا أن الوحي يستوعب مجمل تطورات المستقبل لفقدَ طابعه العالمي وصلاحيته لكل زمان ومكان. ولولا أن الفقه مرتبط...
هل يستوعب الوحي مجمل تطورات المستقبل؟! هذا السؤال البسيط في ظاهره هو من أهم الأسئلة وأعمقها الذي يمكن لإجابته أن تفتح بوابة واسعة باتجاه تغيير الوعي
ولولا أن الوحي يستوعب مجمل تطورات المستقبل لفقدَ طابعه العالمي وصلاحيته لكل زمان ومكان. ولولا أن الفقه مرتبط ببيئته الزمانية والمكانية لفقد طابعه البشري واكتسب أهم سمات الوحي. ومشكلة المسلمين الكبرى منذ غلبة منطق التقليد وعقليته تكاد تنبع من انقلاب هذه الخصائص على المستوى العملي، حيث لم يعد استيعاب الوحي للتطورات المستقبلية أمراً مستقراً وحاضراً في الوعي، ودافعاً لحركة الإجتهاد، الأمر الذي أدى إلى مد الفقه إلى غير زمانه وغير مكانه.
والسؤال الإشكالي، إذا كان الوحي يستوعب مجمل تطورات المستقبل، فما هي طبيعة هذا الاستيعاب وتبعاته؟ وما هو الفرق بين الوحي والفقه من حيث الامتداد والصلاحية لكل زمان ومكان؟ هذا ما سيحاول الإجابة عنه الكتاب من خلال النظر إلى المعرفة البشرية أولاً، والتجربة التاريخية للمسلمين ثانياً.