-
/ عربي / USD
بيننا و بين فكر المفكر الألماني فريدريش نيتشه (1844-1900) ألف حجاب و حجاب و هي أحجية على ضربين : ضرب عائد إلى صاحب النظر نفسه و ضرب عائد إلى قارئه .من جهة أولى لا شك أن أسلوب نيتشه الهرمسي و أقنعته المتعددة و عباراته الثرة……مسؤولة عن بعض ” اشتكال ” اعترى فكر الرجل .فهو من اعتبر أن الأصل في فلسفته بما هي فلسفة نابتة متوحد أنها ” فلسفة أقواس ” ؟ وهو من استعار بغاية وصف هذه الفلسفة المستعصية استعارة ” الكهوف ” التي هي أشبه ما تكون بالدمى الروسية بحيث صار وراء كل كهف نظر كهف آخر ثوى خلفه أعمق منه و أخفى و أغرب ؟ ومن جهة أخرى قراء أنظار نيتشه على طرفين احتاجا إلى واسطة : المنتقدون لها و المعتقدون فيها .من الأوائل من ” أثم ” نيتشه وقد ادعى أنه كان لفكر النازية ” نسبياً ” ومن الثواني من ذهب في ” تبرئته ” كل مذهب حتى سوغ ما لا يكاد يسوغ من آراء الرجل. إن مسعى هذا الكتاب تمثل بدءاً في محاولة رفع بعض أنحاء هذه ” الحجب ” التي اعترت فكر نيتشه .وذلك بالعودة إلى ” فكر نيتشه ” من غير وساطة.فلقد آن الأوان بعد إتمام صدور أعمال نيتشه الفلسفية الكاملة مترجمة و محققة أن يعمد الباحث المهتم بفكر نيتشه إلى الوصل مع متن المفكر و إلى القطع مع أشتات آرائه .وقد تحصل عن هذا أمران إثنان : أولهما : عمل هذا الكتاب على الاستجابة إلى نداء نيتشه الداعي إلى أن تقرأ أعماله – على تشذرها التشذر البديع – بضرب من القراءة ” نسقي “.وذلك بحيث لا تؤخذ الشذرة المفتتة من هنا لتعارض بتلك هناك و إنما تقرأ قراءة الوهلة الواحدة بالنفس الواحد.وثانيهما : حاول صاحب هذا الكتاب إعادة بناء فكر نيتشه بكامله بدءاً من بسائط مفاهيمه.وقد قادته في هذا البناء الجديد أنظار نيتشه في ” الحداثة ” تعريفاً و توسيماً و نقداً.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد