ييؤسس الكاتب ازهر جرجيس شعرية خطاب نصه الحكائي على الفكاهة والتهكم اللذين يميزان اسلوبه ويمنحانه حضوراً خاصاً وسط مشهدنا الادبي العراقي الراهن. السخرية والتهكم ليسا مقصودين لذاتهما في نصوص ازهر جرجيس حيث ان توظيفهما مرتبط بسياق انتاج الفكرة وزمن صياغة العبارة التي تخضع...
ييؤسس الكاتب ازهر جرجيس شعرية خطاب نصه الحكائي على الفكاهة والتهكم اللذين يميزان اسلوبه ويمنحانه حضوراً خاصاً وسط مشهدنا الادبي العراقي الراهن. السخرية والتهكم ليسا مقصودين لذاتهما في نصوص ازهر جرجيس حيث ان توظيفهما مرتبط بسياق انتاج الفكرة وزمن صياغة العبارة التي تخضع هنا الى استراتيجيات جمالية منضبطة تبتعد بها عن الاسفاف والحشو غير النافع .
لا تستثني سخرية المؤلف ميدانا يمكن ان تصل اليه فهي تطال السياسة وتقترب من الدين وتلامس التقاليد من غير ان تدعي الفلسفة ولا ان تتصنع الحكمة ذلك ان ازهر جرجيس لا يريد لنصه او هكذا هو ظني ان يعيد انتاج شوبنهاور ولا ان يكرر نسخ بيرغوسن كتابات جرجيس بسيطة، واضحة، ليست متعددة الابعاد ولعل هذا ما سيضمن لها فرادتها في وسط ثقافي يتغدى على التراجيديا وسياق تأريخي يحسب الموت فعلاً "جاداً" ويسخر من الضحك
بحجة كونه موقفاً لا يناسب المرحلة. نصوص هذه المجموعة "فوق بلاد السواد" ذات نكهة خاصة ستفرض وجودها يوماً وتغير الوجه الكالح الذي طالما وسم ادبنا العراقي منذ الولادة الى اليوم.