تعرضت المنظومة القيمية للمجتمع العراقي إلى جملة من المتغيرات المتسارعة بعد سقوط النظام الشمولي السابق عام 2003، تلك التغيرات شملت مختلف نواحي الحياة السياسية والاجتماعية الّتي كان لها انعكاسها المباشر على منظومة الأمن الوطني العراقي، ما يتطلب تغييراً في طريقة التفكير،...
تعرضت المنظومة القيمية للمجتمع العراقي إلى جملة من المتغيرات المتسارعة بعد سقوط النظام الشمولي السابق عام 2003، تلك التغيرات شملت مختلف نواحي الحياة السياسية والاجتماعية الّتي كان لها انعكاسها المباشر على منظومة الأمن الوطني العراقي، ما يتطلب تغييراً في طريقة التفكير، وتعديلاً في إنتاج الوعي السياسي بما يتلاءم مع طبيعة المرحلة وتحدياتها.بيد أنّ هناك جملة من المعوقات (السياسية، الاجتماعيّة، الإقتصادية، الثقافية، والأمنية العسكرية) لاكتساب وعي سياسي ناضج وعقلاني ينهض بمسؤولية الحفاظ على الأمن الوطني الّذي يواجه بدوره جملة من المهددات على الصعيدين الداخلي والخارجي برغم امتلاكه لعدد من المقومات الّتي تنهض به، وتوفّر له أسس الوجود والاستمرار، فلم تسهم المؤسسات السياسية (الرسمية وغير الرسمية، ومؤسسات التنشئة الاجتماعيّة والسياسية)، ولا منظومة القيم الاجتماعيّة السائدة، ولا الخطط الإقتصادية والتنموية المتبعة في بلورة وعي سياسي يسهم في صيانة الأمن الوطني العراقي من المخاطر المحدقة به.