كنت سعيت ومنذ سنوات الى كتابة ما أسميه ( القصيدة المقلة) او ما يسمى في الشعر العالمي بـ ( the minimalist poem) وقد تكللت محاولتي المتواضعة في اغلب القصائد التي يضمها الديوان الحالي ( التماعات في عتمة ) وقد شجعني في ذلك ان هذه القصيدة تجد لها جذوراً في تراثنا الادبي فهي تتأسس على الصورة...
كنت سعيت ومنذ سنوات الى كتابة ما أسميه ( القصيدة المقلة) او ما يسمى في الشعر العالمي بـ ( the minimalist poem) وقد تكللت محاولتي المتواضعة في اغلب القصائد التي يضمها الديوان الحالي ( التماعات في عتمة ) وقد شجعني في ذلك ان هذه القصيدة تجد لها جذوراً في تراثنا الادبي فهي تتأسس على الصورة الشعرية المكثفة، والفكرة الجمالية المنفتحة على التأويل المتعدد، والمعنى المعرفي المركب ويمكن العثور على هذا في نصوص المتصوفة بخاصة، وفي العديد من النصوص النثرية العربية القديمة والحديثة. اضافة الى ذلك، فإنها تستفيد من التجارب العالمية، منذ ان بدأت انطلاقتها الاولى مع التجارب الفنية والادبية للشاعر والقاص الروسي دانيل خرمس (1905 - 1942) في ثلاثينات القرن الماضي. ورغم انه كان معروفاً ككاتب قصص للاطفال، فقد بقيت نصوصه الشعرية مجهولة الى حد ما، حتى ستينيات القرن الماضي، حيث اعيد الاعتبار اليه وتزايد الاهتمام على المستوى العالمي عام 1942ن بتهمة نشره كتابات وقصص تقوض النظام السوفييتي، وتشيع الروح الانهزامية لدى الاطفال.