ليس الصراعُ المذهبيّ إسلامياً حسبُ، فقد عرفتْه الأديانُ جميعُها، بما في ذلك الأديانُ غيرُ الإبراهيمية. الصراعُ المذهبيّ شيمةُ كلّ دينٍ وثقافة. فالانقساماتُ والاختلافات جزءٌ من منطقِ كلّ فكرةٍ وهي تسري في عروقِ التاريخ، فتتشعّبُ هذه الفكرةُ وتتلوّنُ وتتخذُ مساراتٍ لم...
ليس الصراعُ المذهبيّ إسلامياً حسبُ، فقد عرفتْه الأديانُ جميعُها، بما في ذلك الأديانُ غيرُ الإبراهيمية. الصراعُ المذهبيّ شيمةُ كلّ دينٍ وثقافة. فالانقساماتُ والاختلافات جزءٌ من منطقِ كلّ فكرةٍ وهي تسري في عروقِ التاريخ، فتتشعّبُ هذه الفكرةُ وتتلوّنُ وتتخذُ مساراتٍ لم تكنْ متوقعةً، لكنها كانت كامنةً في صُلبِ الفكرة الأصلية. وتظهرُ ظهوراً طبيعياً هذه المساراتُ الكامنةُ في كلّ فكرةٍ نتيجة الممارسة التاريخية الاجتماعية.
وهذا هو حالُ الفكرةِ الإسلامية متجسّدةً عبر التاريخ. فالإسلامُ، فكرةً تمثّلها بشرٌ آمنوا بها وصارت لهم فيما بعد مصالحُ متباينةٌ ومتصارعةٌ، له تاريخيّتُهُ المحكومةُ بالصراع ... ومثلما قام الإسلامُ بـ’تمصير‘ المدنِ التي دخلها، فإن هذه المدنَ قامت بـ’تمصير‘ الإسلام أيضاً. فالبيئاتُ ذاتُ الجغرافيات الثقافية المختلفة التي دخلها الإسلامُ أسهمتْ في تنوّعِ مصادرِ أقلمةِ الإسلام، فصار هناك إسلامٌ للأقاليمِ متنوّعٌ بتنوّعها