يعد هذا الكتاب الصغير من أجمل الكتب التي كتبت بطريقة شاعرية عن EXOTISM الغرائبية في الأدب الفرنسي، وأهمية هذا الكتاب تكمن في كشفه عن المخزون التصوري للأدباء الفرنسيين في القرنين التاسع عشر والعشرين، ورؤيتهم لشرقنا العربي والإسلامي، كما أنه يقوم بعرض واسع لرحلات هؤلاء الأدباء...
يعد هذا الكتاب الصغير من أجمل الكتب التي كتبت بطريقة شاعرية عن EXOTISM الغرائبية في الأدب الفرنسي، وأهمية هذا الكتاب تكمن في كشفه عن المخزون التصوري للأدباء الفرنسيين في القرنين التاسع عشر والعشرين، ورؤيتهم لشرقنا العربي والإسلامي، كما أنه يقوم بعرض واسع لرحلات هؤلاء الأدباء وعملية إدراكهم وفهمهم للشرق وبحثهم عن فك غموضه وإبهامه وعاداته وعقلياته ضمن اللغة والتاريخ والخطابة الغربية وعمليات التماحك الديني. فضلاً عن ذلك يزدونا هذا الكتاب بمادة اثنوغرافية غزيرة عن حياة وعادات شعبنا العربي وشعوبنا الإسلامية في الشرق في فضاء القرن التاسع عشر، اعتمد هذا الكاتب على أكثر من مائة رحلة ورواية تخص الشرق العربي الإسلامي. كتب هذا الكتاب بأسلوب شيق وتناول مساحة جغرافية واسعة من آسيا الصغرى إلى سورية ومن مصر إلى الجزائر ومن تونس إلى المغرب. في الواقع لم يعتمد بيير جوردا على أدب الرحلات وحسب إنما على الروايات والقصائد التي تناولت الشرق، والتي شكلت نوعاً من الاستمرارية المنظمة لما يطلق عليه عادةً بالاستشراق، وهي المعرفة الغزيرة بالشرق ووصفه وإعادة توزيعه وتشكيله ضمن فروع الدراسة العلمية، وإن كان الاهتمام ينصب عادة بالبحث عن الغرائبية فإن الكاتب تناول مقام الشرق وحياته وعاداته وجغرافيته وثقافته كما ظهرت في الأدب الفرنسي، ولا يدخر جهداً أحياناً من النقد والتقويم والسخرية من الرؤية المبالغ بها أو الرؤية الخيالية للرحالة الأدباء ولا سيما الرومانتيكيين منهم، حيث أطلق عليهم بالمبرأين من السحر