تشتدُّ أزمةُ التنوير الأوروبي في عقرِ دارِهِ. أمّا التنويرُ العربيّ، والعراقيّ تحديداً، فلم يتعافَ يوماً، وكانت نهايةُ الحرب الباردة موعدَ انكشاف عيوبِهِ المزمنة. ينطلقُ هذا الكتابُ من القناعة بأن أهمَّ مقوماتِ مشروع التنوير ضبطُ الفجوة بين المثقفين والمجتمع، ويتوسعُ في...
تشتدُّ أزمةُ التنوير الأوروبي في عقرِ دارِهِ. أمّا التنويرُ العربيّ، والعراقيّ تحديداً، فلم يتعافَ يوماً، وكانت نهايةُ الحرب الباردة موعدَ انكشاف عيوبِهِ المزمنة. ينطلقُ هذا الكتابُ من القناعة بأن أهمَّ مقوماتِ مشروع التنوير ضبطُ الفجوة بين المثقفين والمجتمع، ويتوسعُ في عرض أنماطها وفلسفتها. ثم يرصدُ مضامينَها عبر قراءة تاريخ العراق الحديث كما كتبه العرب والعراقيون (حنا بطاطو، علي الوردي، فالح عبد الجبار، عباس كاظم) والغربيون (ريفا سيمون، تشارلس تريب، فيبي مار). تتعمقُ بقيةُ فصول الكتاب في دراسة نتاج أربعة مثقفين عراقيين انشغلوا بردمِ هذه الفجوة، واقترحَ كلّ واحدٍ منهم حلَّهُ الخاص لحضورها الحتميّ الضاغط، وهم سعيد الغانمي، وعبد الجبار الرفاعي، وحسن ناظم، وعلي حاكم صالح. كتاب يخاطبُ يومَنا هذا، ويبحثُ عن مرصد يفتحُ أفقاً أوسعَ.