-
/ عربي / USD
الإسلام لم ولن يكون صاحب نظرة أحادية وشمولية وشوفينية، بل تعامل مع الفنون والمسرح والشعر والرواية والفلسفة والإرث والفكر الإنساني بكثير من التجاوب والإستيعاب... وقد فهم التكفيريون والإرهابيون مصطلح الثقافة خطأ فظنوها ثقافة بكسر الثاء والثقافة - بكسر الثاء - عند العرب هي الملاعبة بالسيف. ومعروف كما يقول علماء البلاغة الزيادة في المباني زيادة في المعاني...
ولما إنتصرت الثقافة بكسر الثاء على الثقافة بفتح الثاء، ساد الهرج والمرج في العالم العربي والإسلامي وقتل: الحلاج والسهروردي وإبن المقفع الذي أحرق حيا وصالح عبد القدوس الذي صلب على جسر بغداد، وإبن رشد الذي أحرقت كبته التي رفع لواءها الغرب والمفكرون الغربيون، والشهيد الأول والثاني ووصولاً إلى فرج فوده والمفكر الجزائري جيلالي اليابس ومحمد باقر الصدر ومرتضى مطهري وعلي شريعتي، والطاهر جاووت وشهيد المحراب الشيخ البوطي وآلاف المثقفين الذين قتلوا بإسم الإسلام...
لقد قتل آلاف المثقفين والمبدعين من قبل الحركات الإرهابية والعنفية التي برعت في إنتاج ثقافة القتل، وقدمت الإسلام على أنه موت أحمر وإنغلاق على الدنيا وزينتها... فيما الإسلام دشنّ مسيرته التغييرية بقوله تعالى: ﴿ اقْرَأْ... ﴾... ولما تغلب الجهل على العلم والضلالة على الهدى والعسر على اليسر والشدة على اللين، أصبحت أمة إقرأ أمة إذبح... والمطلوب اليوم إعادة الإعتبار للثقافة التي بها لا بغيرها ننقذ راهننا ومستقبلنا العربي والإسلامي... فالثقافة فعل حياة وفعل وجود...
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد