-
/ عربي / USD
طُلب مني أن أكتب في علم الأصول على غرار ما كتبته في الفقه وكنت أرفض ذلك وأُعلل بأني لو أردت أن أكتب فلا أستطيع أن آتي بشيء أحسن من الحلقات التي كتبها السيد الشهيد، غير أنه قبل فترة ليست بالعبيدة زارني بعض الأخوة ممن له إشراف على شريحة من المدارس وذكر أنه يواجه مشكلة حقيقية في تحصيل مدرسين لكتاب الحلقات نتيجة صعوبة السيطرة على ألفاظه وأسلوبه، ووعدته أن أنظر في الأمر، وتوصلت إلى أن الجمع بين الحقين يقتضي المحافظة على كتاب الحلقات - من حيث المضمون والمنهجة - مع إدخال بعض التعديلات عليه.
وكنت أظن أن تبديل بعض الألفاظ بأُخرى يحلُّ المشكلة ولكني لاحظت أن هذا لا يغني ولا يسمن من جوع لا سيما في الحلقة الاولى فلذلك حاولت ما يلي: 1-إختصار بعض الموضوعات، فألفاظ بعض الأبحاث أزيد من المعاني - وهذا كما نعرف شيء مرغوب عنه في الكتاب الدرسي - وربما عرض موضوعاً في سبع صفحات مثلاً فقمنا بإختصاره في صفحة واحدة، من قبيل ما ذكره في الحلقة الأولى تحت عنوان "جواز عملية الإستنباط".
2-حذف بعض الموضوعات، فقد لاحظنا أحياناً حصول تكرار لموضوع واحد في حلقتين بمستوى واحد والحال أن المناسب الإحالة على ما سبق كما يلاحظ ذلك في تقسيم الدلالة إلى تصورية وتصديقية أولى وثانية، فإنه في الحلقة الثانية أحسن حالاً منه في الحلقة الأولى فحاولنا التصرف من هذه الناحية إما في الحلقة المتقدمة أو في المتأخرة.
وربما لاحظنا في بعض الموارد حصول تكرار مملّ لموضوع واحد، فقمنا بحذف التكرار بالكامل والإكتفاء بالإشارة كما صنعنا ذلك في الحلقة الثانية فحذفنا ما ذكره في أربع صفحات تقريباً تحت عنوان "تحديد المنهج في الأدلة والأصول" وما بعده إلى عنوان "الأدلة المحرزة" واقتصرنا على ذكر المهم منه في نصف صفحة.
3-التبرع في بعض الأحاديث بإضافة شيء وعلى سبيل المثال ذكر في آخر الحلقة الاولى تحت عنوان "التعارض بين النوعين" بحثاً في صفحة أو أكثر يرتبط بتقديم الدليل المحرز على الأصل العملي، وفي ثنايا ذلك ذكر أن الدليل المحرز إذا كان قطعياً فلا مجال لجريان الاصل، ولا تتحقق المعارضة لإرتفاع موضوع الأصل، ونحن أضفناك وهو ما يصطلح عليه بالورود لكون الرفع فيه حقيقياً.
4-تغيير بعض التعابير، فإنها في الغالب - كما هو الطابع العام في تعابير السيد الشهيد - من الممتنع فحاولنا أن تكون من السهل الممتنع، وبعضها ربما يتلاءم مع كتابة المقال أكثر فحاولنا العكس فتكون أقرب إلى الكتاب الدرسي.
بل أظن أنّا لسنا بعيدين عن الصواب إذا قلنا إن تعابير السيد الشهيد في الغالب يحتاج هضمها إلى شخص عاش أجواء تلك التعابير وأجواء تلك المدرسة ولو بالواسطة، ومن هنا قمنا بتذليل العقبة من هذه الناحية أيضاً.
5-إعطاء مجال أكبر للأستاذ، فإن المطلب الدقيق إذا كان مضغوطاً في عبارة مختصرة حوزوية ليّنة - وطبيعي ليس فيها لفٌّ ودوران بالضمائر ونحوها - يعطي فرصة أكبر للأستاذ أمام تلاميذه في تبيان المطلب وفي التطبيق على العبارة.
ولأجل كل هذا وذاك صَحَّ لنا تسمية هذا الكتاب بالحلقة الأولى في أسلوبها الثاني.
ولعلّ لمس ما ذكرناه بوضوح يحتاج إلى ملاحظة الإثنين معاً، أي الحلقة الأصلية والحلقة في أسلوبها الثاني والمقارنة بينهما.
وننصح إخواننا وأعزتنا ممن يريد تدريس الحلقة القديمة أو الجديدة بمراجعة الموضوع الواحد في بقية الحلقات إذا كان له وجود فيها بل يراجع ما يرتبط به تحت العناوين الأخرى كي يكون أشدّ سيطرة على الموضوع.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد