-
/ عربي / USD
… في يوم خانق من أيام آب، قبل عشرين يوماً، كانت قاصفات سرب جوي برئاسة ريختغوفن تخيم على المدينة منذ الصباح. وكان من الصعب معرفة عددها الحقيقي، وكم مرة قصفت، وغادرت وعادت من جديد، إلا أن المراقبين أحصوا فوق المدينة خلال اليوم ألفي طائرة بالمجموع.
وشب الحريق في المدينة. شب ليلاً، وطوال النهار التالي، وطوال الليلة التالية. وعلى الرغم من أن المعارك خلال اليوم الأول من الحريق كانت تجري على بعد ستين كيلومتراً خارج المدينة، عند معابر الدون، إلا أن معركة ستالينغراد الكبرى قد بدأت من هذا الحريق بالذات.
واصل الألمان القصف، وشبّت هنا وهناك حرائق جديدة لم تعد تدهش أحداً، وقد كانت تنتهي بسرعة، لأنها لا تجد طعاماً تلتهمه، فتخمد.
هي مشهدية النار والحرائق والقذائف المتفجّرة التي عاشتها المدينة، والتي أكدت أن الدفاع عنها غدا أمراً غير مجدٍ، لا بل مستحيلاً…
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد