-
/ عربي / USD
تسللت العتمةُ الرمادية، وراء النافذة المنحسرة الستائر، إلى الشجر المتلفِّع بفراءِ الله، الصمت قويٌّ بعد إنتهاءِ المُسجِّل من أداءِ الصوت الكهفيِّ للمرة الخامسة.
بقايا الطعام على المائدة بيني وبين أندروكلي الثقيل الأجفان، المتهدِّل الأعضاء، نطق مرتين أو ثلاثاً بشكل مبتور: "كُلْ، كُلْ من هذه الكبد يا بنْ"، مشيراً بسبَّابته اليسرى، في في حركة ثقيلة، إلى المنضدة، أنا، نفسي، أحستُ بنعاس من النبيذ، لكنني كنت واثقاً من إقتداري على تبديده بالخروج إلى أُمومة الثلج المُغْدَقَةِ، بإسرافٍ طاهرٍ، على الكمال الحالم بموجوداتٍ أقلَّ ضجراً، إنما آثرتُ إبقاء بصري على أندروكلي، الذي عراني إرتيابٌ غامض في حال جسده الأقرب إلى إنحطاط طارئ منها إلى الإسترخاء، قلت: "أندروكلي، ربما الأفضل أن نعود سينعشكَ البَرْدُ أكثر من هذا الدفء الخامل".
فتح الرجل الأصلع أجفانه المُطبقة، حدَّق فيَّ من أكمَات حجريَّة: "لماذا تخذلني؟".
رَنّ نصلٌ صفيحيٌّ في غَيَابةِ أحشائي، وتخبَّط طائرٌ ما تحت ضلعي اليمنى السادسة: "متى خذلُتكَ يا أندروكلي؟"، سألتُه مستغرباً، فردَّ وقد وضع راحتيه تحت إبطيه، كأنما مسَّهُ نَفْخٌ بارد: "أنا أثق بك".
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد