-
/ عربي / USD
منذ «كل داخل سيهتف لأجلي، وكل خارج أيضاً»، 1973، أصدر الشاعر السوري سليم بركات 19 مجموعة شعرية؛ وهذه هي المجموعة العشرون، فضلاً عن «الأعمال الشعرية» التي سبق أن صدرت عن المؤسسة العربية، سنة 2007. ويعلّمنا تاريخ الإنجازات الإبداعية الفردية درساً كبيراً، مفاده أن أعمال الأدب الاستثنائية قامت بواحد من إنجازَين: إما أنها أسست أسلوبية جديدة، أو تسببت في مُحاق أسلوبية قديمة؛ الأمر الذي يعني أنها – في النتيجتين – حالات خاصة للغاية. وأدب بركات نموذج رفيع على تلك الحالات الخاصة: شعره ضخّ حياة جديدة في المشهد الشعري العربي المعاصر، وروايته أحيت عالماً سردياً يكون فيه العجائبي مادة كبرى جبارة لالتماس إنشاء العالم الفعلي. الأهم من ذلك، وهذه ليست مفارقة البتة، أن بركات الكردي كتب بلغة عربية فصحى -حية، دافقة، بليغة، إعجازية، فاتنة، طليقة، بالغة الثراء والجسارة والجزالة – ولعب دوراً كبيراً في تحديث قوامها التركيبي واستخداماتها البلاغية ووظائفها الخطابية؛ الأمر الذي يغني عن القول إنه بات بؤرة استقطاب، ومعيار قياس، ونموذج تأثير.
المجموعة الجديدة، هذه، تحمل العنوان الفرعي: «ترديد الصدى في التلاعب بأخلاق الليل»؛ وهي قصيدة واحدة طويلة، موزعة على فقرات ومقاطع فرعية، هنا نموذج منها: «العالقون عالقون أمام أبواب المخامر، لا تزجروهم، والناكصون ناكصون: وراء أولاء الأبواب تُبعثُ الأنهارُ للحساب أولاً، والحدائق للحساب على فضائح الشجر، ومروق الظلال، وهرطقة الممرات. حساب من سُكْرٍ. عقابٌ/ وثواب/ من/ سُكْر/ وصدىً للنهائي قادماً في قباقيبه/ السُكرة ريحانية ـ تلك السكرة قبل اللون، وبعد اللون/ السكرة قبل النقض وبعده/ قبل العقل وبعده/ السكرة/ الريحانية/ في/ الأفواه/ نبيذٌ/ في الأفواه».دار المدى، بغداد 2017.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد