-
/ عربي / USD
ما أعدت قراءة ترجمة لقصيدة أجنبية وقارنتها بأصلها، إلا وصحبني أسف على غياب شيء، وشعور آخر يقابل ذاك هو الرغبة بقدرة أكبر على الإمتلاك والتعبير، وحين تأكد لي أن ذلك الأسف وذلك الشعور الآخر يتكرران إثر كل قراءة لما ترجمت وبعد كل تنقيح وتعديل صرت أستسلم لقناعة ما بعد التعب والحفاظ على آخر حال تمّت معتذراً هذه المرة بأن تلك غاية ما وصلت إليه اليوم وغاية اليوم الثاني مختلفة وللسنة القادمة غاية أخرى. ولإننا نؤمن بأن نعرف جوّ الشاعر وأفكاره وموضاعاته خيرٌ من أن نجهله كلِّه، وبأن نرى قصيدته من مسافة ليست بعيدة خير من ألا نراها، فإن هذا الإيمان يهبنا سبباً آخر لأن نرتضي بالقصيدة المترجمة ونتقبلها بفرح لا يحول دونه بعض ما يصحب السفر. وإذا كان الأديب غير المتخصص بالشعر لا ينتبه إلى بعض من خسارة القصيدة المترجمة، فأنا أعلم مما أمّر به أن قراءة أخرى للعبارة الشعرية أو البيت الشعري تلوح في ذهن الشاعر أو العالم بالشعر الذي يقرأ الترجمة وجواً أكثر إكتمالاً أو أقرب إلى فهمه يرتسم في مخيلته وذهنه.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد