كان إنتاج دوستويفسكي الإبداعي يقول آنذاك، ويقول الآن أيضا:ً إن روح الإنسان تتمرد، إن روح الانسان تحلم في البحث عن مخرج، وإنها بالأحرى تختار الموت عن أن توافق على أن تكون سلعة. إن إنتاج دوستويفسكي الإبداعي لا يتحدث فقط عن القلق المستديم لفنان مشبوب العاطفة، ولا يتحدث فقط عن...
كان إنتاج دوستويفسكي الإبداعي يقول آنذاك، ويقول الآن أيضا:ً إن روح الإنسان تتمرد، إن روح الانسان تحلم في البحث عن مخرج، وإنها بالأحرى تختار الموت عن أن توافق على أن تكون سلعة. إن إنتاج دوستويفسكي الإبداعي لا يتحدث فقط عن القلق المستديم لفنان مشبوب العاطفة، ولا يتحدث فقط عن الاحتجاج، وتحدِ عالم غير مقبول، بل يتحدث أيضاً عن بلبلته، وعن شكوك الباحث المعذبة، عن التناقضات التي لا يقوى أحد على حلها على انفراد. لقد حدس نيكراسوف، معاصر دوستويفسكي، في الثورة المقتربة القوة المحركة الوحيدة لروح العصر. وحاول دوستويفسكي أن ينظر من وراء روح العصر، باحثاً عن مثل خلفية نهائية خارج حدود الزمان. وإن مثل هذا الطرح الفضفاض الشامل للمسألة ما كان من الممكن، بالطبع، أن يقدم حله الفعلي العملي. ولكن العاطفة المشبوبة المعذبة التي طرح بها فناننا العبقري هذه المسألة تظل حيّة نابضة حتى اليوم، حيث ما يزال قائماً عالم العنف والمال الذي دنست فيه روح الإنسان، فهي تنزف.