الكتاب، هو ذكريات ابن، ملأى بالحنين، عن أبيه في خريف عمره، دوّنها عندما بلغ هو نفسه هذه المرحلة من العمر، عمراهما المتقدمان أنتجا، بشكل مؤثر، مزيجاً مؤثراً من الحنين للماضي. غلب على كتاب "أبي رينوار" طابع المرح واتسم أحياناً باللهجة الفظة، التي ميّزت أفلام ما بعد الحرب لجان...
الكتاب، هو ذكريات ابن، ملأى بالحنين، عن أبيه في خريف عمره، دوّنها عندما بلغ هو نفسه هذه المرحلة من العمر، عمراهما المتقدمان أنتجا، بشكل مؤثر، مزيجاً مؤثراً من الحنين للماضي. غلب على كتاب "أبي رينوار" طابع المرح واتسم أحياناً باللهجة الفظة، التي ميّزت أفلام ما بعد الحرب لجان رينوار، أكثر مما اتسم بالجدّة النقدية لأفلامه العظيمة، مثل "الوهم الكبير" و"قواعد اللعبة" لكن حين يبلغ الكتاب زمن أحداث الحرب الأولى، يأخذ طابعاً أكثر مباشرة، ربما لأن جراح جان التي أصيب بها في رجله، جعلته يتعاطف أكثر مع حالة أبيه الصحية. لا يمكن للمرء أبداً ان ينظر ثانية بلا مبالاة إلى رسوم وبورتريهات رينوار، بعد أن يقرأ ذكريات جان عن معاناة أبيه الكارثية من مرض الروماتزم، بالرغم من عجزهن فإن رينوار نادراً ما توقّف عن الرسم. إنه وصف مثير للمشاعر، ذاك الذي يصف فيه جان محاولات أبيه المبكرة في تفادي مرض الروماتزم، الذي شلّ في النهاية يديه، عندما كان يلعب البيلبوكية (لعبة كرة القَرْن)، وحين لم يعد هذا ممكناً صار يستخدم جذعاً خشبياً ناعماً.