في ذلك اليوم ذهب علي سلمان لمشاهدة تنفيذ أول عملية إعدام علنية في مدينة الثورة. عندما نهض من نومه كان الفجر يتسرب من نافذة الغرفة المطلة على شارع فرعي في منطقة الداخل فيلقي أشعة شفافة نقية على أمه مكية الحسن وأخته مديحة سلمان النائمتين على الأرض قريباً من فراشه. خطا بجوار أمه...
في ذلك اليوم ذهب علي سلمان لمشاهدة تنفيذ أول عملية إعدام علنية في مدينة الثورة. عندما نهض من نومه كان الفجر يتسرب من نافذة الغرفة المطلة على شارع فرعي في منطقة الداخل فيلقي أشعة شفافة نقية على أمه مكية الحسن وأخته مديحة سلمان النائمتين على الأرض قريباً من فراشه. خطا بجوار أمه فتحركت. رفعت رأسها قليلاً عن الوسادة ثم أراحته على طرفها. وبعينين نصف مغمضتين رأت الضوء يملأ فضاء الدار المفتوح على قبة السماء عبر الباب الذي فتحه ابنها في طريقه إلى الحوش. غسل وجهه وعاد إلى الغرفة ليرتدي ملابسه. خُيِّل لها، في ظلال النعاس الرطب الناعم الذي يثقل أجفانها، إنه يستعد للذهاب إلى العمل، فهذا هو الوقت الذي يتوجه فيه عمال البناء إلى أشغالهم في مناطق مختلفة من بغداد.