لعل من أهم ما تضمنته هذه الدراسة هو الفرضية التي جاء بها الباحث والتي تتعلق بأصل تسمية الكاولية، وهي فرضية جديدة مغايرة للفرضيات السابقة الشائعة. كما يميز الدراسة، البحث الميداني الأنثرو - سوسيولوجي الذي أنجزه الباحث وحافظ على تحديث معلوماته حول الغجر وصولاً إلى ما حل بهم...
لعل من أهم ما تضمنته هذه الدراسة هو الفرضية التي جاء بها الباحث والتي تتعلق بأصل تسمية الكاولية، وهي فرضية جديدة مغايرة للفرضيات السابقة الشائعة. كما يميز الدراسة، البحث الميداني الأنثرو - سوسيولوجي الذي أنجزه الباحث وحافظ على تحديث معلوماته حول الغجر وصولاً إلى ما حل بهم من إعتداءات وتهجير من قبل المليشيات الدينية المسلحة والعناصر الإرهابية التي ظهرت إلى الساحة بعد إنهيار النظام في العراق عقب حرب عام 2003 وإحتلاله. يستهل البحث بلمحات حول الغجر وفرضيات أصولهم وتسمياتهم، والهولوكوست الذي تعرضوا له والسمات المشتركة لهم في العالم، ثم تتعمق الدراسة في موضوع غجر العراق فتحاول الإجابة عن مدى كونهم أقلية أثنية، فتبحث تاريخ دخولهم العراق وأماكن وجودهم، وأنساق حياتهم القرابية والدينية والإقتصادية ودور المرأة في الحياة الإقتصادية ومكانتها الإجتماعية، والضبط الإجتماعي والإتصال الحضاري مع محيطهم المجتمعي والتكيف الإجتماعي لهم. يشكل الكاولية ثقافة فرعية متمايزة ومتقاطعة مع الثقافة العامة للمجتمع العراقي في جوانب رئيسية وحاسمة، وقد كانوا وما زالوا سؤالاً ولغزاً مثيراً يحير الكثير من الناس البسطاء، منهم والباحثين على السواء. من هذا المنطلق تأتي أهمية هذا الكتاب، لكاتب عرف بتخصصه بدراسة الهويات الفرعية والأقليات والجماعات المهاجرة وإشكاليات الإندماج الإجتماعي لها.