إشكالية هذا البحث يحتويها السؤال المركب التالي: لماذا بقي الصراع العربي – الإسرائيلي مفتوحا، ولماذا أخفق السلام، وهل للسلام مستقبل؟ لقد دخلنا في مرحلة \" نزع الاستعمار\" منذ عقود عديدة، بعد أن حصلت كل شعوب المستعمرات وأشباه المستعمرات في آسيا وأفريقيا على استقلالها...
إشكالية هذا البحث يحتويها السؤال المركب التالي: لماذا بقي الصراع العربي – الإسرائيلي مفتوحا، ولماذا أخفق السلام، وهل للسلام مستقبل؟ لقد دخلنا في مرحلة \" نزع الاستعمار\" منذ عقود عديدة، بعد أن حصلت كل شعوب المستعمرات وأشباه المستعمرات في آسيا وأفريقيا على استقلالها السياسي، وإن مازالت تكافح من اجل استقلالها الاقتصادي، وزال، منذ أكثر من عقد، آخر نظام التمييز العنصري في جنوب افريقيا، ولم يبقى في ميدان الكفاح من أجل التحرر الوطني والاستقلال السياسي سوى الشعب الفلسطيني؛ فما الذي يفسر هذا الاستعصاء؟ وأين تكمن خصوصية الصراع في هذه المنطقة، التي اطلق عليها اسم \"الشرق الاوسط\" ؟ من هذا السؤال المركب، نبع الافتراض الذي حكم هذا البحث ومفاده بأن هذا الاستعصاء، وهذه الخصوصية، مرتبطان بطبيعة الحركة الصهيونية، ومشروعها الذي تبولر في نهاية القرن التاسع عشر، وبكيفية تعامل الادارات الامريكية المتعاقبة، ولا سيما بعد حرب حزيران 1967، مع ما سمي ب \" عملية السلام \" في الشرق الاوسط، وبالتحولات التي طرأت على المجتمع الاسرائيلي في العقود الأخيرة وما رافقها من تحديات، وبالضعف المزمن الذي عانى منه الفلسطينيون، واشقائهم العرب، منذ بدايات هذا الصراع.