لابد لنا من الإشارة إلى أننا أخذنا بعين الاعتبار نقطتين أثناء حديثنا عن بيلينسكي، الأولى تتعلق بالتطور الفكري الذي طرأ على كثير من آرائه وفي تحليله لأعمال كثير من الشعراء والكتاب ولتاريخ الأدب الروسي عموماً. فقد قلل من شأن غريبايدوف وشيللر وغيرهما في بداية عمله الآدبي،...
لابد لنا من الإشارة إلى أننا أخذنا بعين الاعتبار نقطتين أثناء حديثنا عن بيلينسكي، الأولى تتعلق بالتطور الفكري الذي طرأ على كثير من آرائه وفي تحليله لأعمال كثير من الشعراء والكتاب ولتاريخ الأدب الروسي عموماً. فقد قلل من شأن غريبايدوف وشيللر وغيرهما في بداية عمله الآدبي، وكذلك انتقص من الأدب الروسي الذي سبق بوشكين بسبب نزعته لمحاكات الأدب الأوروبي، لكن موقفه تبدل مع تغير مواقعه الأيديولوجية وتعمق نظرته للحياة الفكرية والاجتماعية عموماً نتيجة بحثه المتواصل عن ركائز وطيدة يركن إليها في دراساته وتحليلاته. أما النقطة الثانية فتتعلق بحدة التناقضات الاجتماعية التي تعيشها روسيا والمتمثلة بالدرجة الأولى في سيادة نظام القنانة فيها حتى فترة متأخرة نسبياً من القرن التاسع عشر، مما جعله يولي قضية المحتوى والشعبية والواقعية اهتماماً خاصاً.