لقد نشأ الغزالي على ما هو متعارف عليه، فقيهاً وأصولياً وفيلسوفاً مسلماً، هاجم الفلاسفة وانتقد آراءهم ونظرياتهم ووضع أسس فلسفة جديدة منبثقة من روح الإسلام ومبادئه السامية، ولقد اعطفت به سبل الحياة وهو في غمرة من بحوثه الفلسفية العميقة نحو العزلة والشك، وبالتالي افضت به نحو...
لقد نشأ الغزالي على ما هو متعارف عليه، فقيهاً وأصولياً وفيلسوفاً مسلماً، هاجم الفلاسفة وانتقد آراءهم ونظرياتهم ووضع أسس فلسفة جديدة منبثقة من روح الإسلام ومبادئه السامية، ولقد اعطفت به سبل الحياة وهو في غمرة من بحوثه الفلسفية العميقة نحو العزلة والشك، وبالتالي افضت به نحو حياة النسك والتصوف. وإذ نسهب الحديث عن هذا العلامة الجهبذ، نجد انفسنا أمام جوانب متباينة عديدة، كلها تستحق الدرس والبحث والتدقيق، ولعل ابرز ما يلفت النظر في سيرة هذا العبقري الفذ، أنه مثلاً أعلى للعصامية التي شقت طريقها الى أعلى مدارج السمو العلمي والنفسي معاً، إن هذا البحث ليس اكثر من دراسة لشخصية كانت في مقدمة الفقهاء أبداً وفي طليعة الفلاسفة وروّد التصوف أبداً.