ازدهرت في السنوات الأخيرة حركة تحقيق ونشر الرحلات العربية القديمة، كما بدأت عملية ترجمة ونشر الرحلات الأجنبية إلى بلادنا منذ العصور القديمة وحتى القرن التاسع عشر أو بدايات القرن العشرين، أما ترجمة الرحلات الحديثة والحديثة نسبياً فلم تلقى حتى الآن الاهتمام الذي تستحقه،...
ازدهرت في السنوات الأخيرة حركة تحقيق ونشر الرحلات العربية القديمة، كما بدأت عملية ترجمة ونشر الرحلات الأجنبية إلى بلادنا منذ العصور القديمة وحتى القرن التاسع عشر أو بدايات القرن العشرين، أما ترجمة الرحلات الحديثة والحديثة نسبياً فلم تلقى حتى الآن الاهتمام الذي تستحقه، ألا نريد أن نفهم كيف شاهد السائح الأجنبي بلادنا؟ ماذا أعجبه وماذا لم يعجبه؟ ماذا أدهشه وماذا صدمه؟ ألا يهمنا أن نعرف كيف حدّث أهل بلده عنا وعن بلدنا؟ للإجابة على هذه الأسئلة من الضروري أن نترجم وننشر وندرس كتب الرحلات الأجنبية الحديثة، فعن طريقها نستطيع أن نرى وقائع وحوادث تظهر لنا عادية بينما هي غير عادية وقد تكون سلبية في عيون الآخر، فإن كانت سلبية علينا العمل على تغييرها، وان كانت ايجابية ولكنها ظهرت سلبية أمام الأخر يجب أن نتعلم كيف نظهرها أمامه أو كيف نشرحها له. يأتي كتاب البروفيسور \\\"ايروس بلديسيرا\\\" أستاذ اللغة والآداب العربية في جامعة \\\"كا فوسكري\\\" في البندقية المتخصص بالأدب السوري الحديث، الذي نُشر في ايطاليا في عام 2007 ليروي ذكريات الكاتب في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات، خلال رحلاته كسائح طالب إستشراق في منطقتنا العربية. تعتبر الفترة التي يتحدث عنها الكتاب فترة تاريخية هامة في المنطقة: مصر عبد الناصر وهزيمة 1967 لا تزال حاضرة، الأردن قبل شهر من أحداث أيلول الأسود، العراق في عهد الرئيس البكر ونائبه صدام حسين، وكلها أمور شعر بها المؤلف وعبر عنها من خلال أفكار الشاب الرحالة المستعرب الذي كانه. من مقدمة الترجمة بقلم منذر نزهة