-
/ عربي / USD
إن كبار الكتّاب تطوف بخواطرهم نوادر الأفكار، وتلوذ بقلوبهم شوارد العواطف، حتى إذا صحت عزيمتهم على جمع شتيت فكرهم، ولمِّ ما تفرق من عواطفهم، نزلت بصدورهم ضيقة لارتيابهم في قيمة ما يخرجون، فإما أن يكون ما يقدمه الكاتب ظاهراً في زي المتداول المألوف، فيعزّ عليه ألا يكون ما تنتجه قريحته أجل وأسمى مما تنتجه سائر القرائح، وإما أن تتزيا له بنات فكرة في زي طريف، فيخشى أن تقع في النفوس موقع ما لم تألفه النفوس، ويترجح عنده أن الناس أدنى إلى أن تميل عن الجديد، لا أن تميل إليه. وقد ينبغي له أن يخشى ذلك إذا هو قدّم للجمهور رقصة طريفة، والطريف لا يلقى من الناس كرامة، ولا يجد من الدهر معيناً، فإن بني على أساس متين فإن الناس تتعشقه وتعتنقه، بعد أن تضطهده وتطارده.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد