إننا قلة قليلة نحن الإسبان الذين نخرج من أوروبا، وكل ما نعرفه عن البلدان البعيدة علينا قراءته في كتب ألفها أجانب، هم فرنسيون في معظم الأحيان، وبالواقع أن تلك الكتب لا تتميز بدقتها، وتعكس بصورة مبالغ فيها شخصية مؤلفيها الانفعالية. لم أحاول تأليف كتاب أهدف منه إلى التباهي...
إننا قلة قليلة نحن الإسبان الذين نخرج من أوروبا، وكل ما نعرفه عن البلدان البعيدة علينا قراءته في كتب ألفها أجانب، هم فرنسيون في معظم الأحيان، وبالواقع أن تلك الكتب لا تتميز بدقتها، وتعكس بصورة مبالغ فيها شخصية مؤلفيها الانفعالية. لم أحاول تأليف كتاب أهدف منه إلى التباهي بسعة العلم والمعرفة، وهو أمر سهل، بعد إطلاعي على كتب عديدة درسة، برؤى مختلفة، البلدان التي اصفها. فهدفي هو وصف ما رأيت؛ وقد كنت أكتب في أثناء سيري، وجسدي منهك في معظم الأحيان، وروحي ساهية على الدوام. ولم يتح لي كذلك القيام بعمل يتطلب تأملات مطولة، بل قدرت أنه من الأفضل أن ألتزم، في هذه الحالة، بالقول العربي المأثور: أفضل وصف يُروى هو ذاك الذي يجعل من الأذن عيناً.