أن بعض الكائنات البشرية تمتلك القدرة على التصرف الطبيعي، كما تتصرف الشجرة والجنين، أي بلا كذب... ومن هؤلاء فوزي كريم. فهو شاعراً لا ينبعج خياله سعياً وراء التأثير المختلَق، وهو ناثراً لا ينمنم أسلوبه ويطرّيه ويتغنى فيه ابتغاء كسب القراء وإغوائهم، هو صادق في تحيته ومشيته...
أن بعض الكائنات البشرية تمتلك القدرة على التصرف الطبيعي، كما تتصرف الشجرة والجنين، أي بلا كذب... ومن هؤلاء فوزي كريم. فهو شاعراً لا ينبعج خياله سعياً وراء التأثير المختلَق، وهو ناثراً لا ينمنم أسلوبه ويطرّيه ويتغنى فيه ابتغاء كسب القراء وإغوائهم، هو صادق في تحيته ومشيته وتساؤله وانعدام تساؤله وفي كسله وحماساته، صادق في حبه للشعر والنثر والفكر وصادق في تعلّقه بالموسيقى العميقة هذا التعلّق الذي لا أعرف أنا معرفة شخصية عربياً آخر يجاريه فيه... نجيب المانع لكي يلقي فوزي كريم مزيداً من الضوء على مأزقه الروحي يستعين بشواهد واقتباسات وأسئلة غنية من فنانين وفلاسفة، منذ الإغريق حتى كانت، شوبنهاور، ونيتشة. إنه يجد نفسه في وحدة حتى في مدينة مثل لندن، بفعل افتقار المحيط إلى أصدقاء متعاطفين، قادرين على الحوار بالشأن الموسيقي، ويتساءل لمَ بقي العرب بصورة عامة وراء الشعوب غير الأوربية، مثل اليابان، الصين والهند التي التحقت بالركب الإنساني في إنجاز حصتها من الموسيقى الجدية مع بقائها تنعم بموسيقاها الشعبية والترفيهية! منير الله ويردي(موسيقي)