في اعتذار متأخر قدمه المؤلف الى ابيه كتبه في العام 1998، اي بعد وفاة الاب بأكثر من اربعين سنة، نـُشر في الجزء الاول من هذه الشهادة، ذكر المؤلف انه كان قاسياًبحق ابيه إذ حمـّله وجيله ،ما عاناه ويعانيه المؤلف وجيله من آلام وكوارث، وذلك بالقول، مخاطباً اباه برسالة،\"ان الحصرم...
في اعتذار متأخر قدمه المؤلف الى ابيه كتبه في العام 1998، اي بعد وفاة الاب بأكثر من اربعين سنة، نـُشر في الجزء الاول من هذه الشهادة، ذكر المؤلف انه كان قاسياًبحق ابيه إذ حمـّله وجيله ،ما عاناه ويعانيه المؤلف وجيله من آلام وكوارث، وذلك بالقول، مخاطباً اباه برسالة،\"ان الحصرم الذي اكلتموه هو الذي ضرّس اسناننا!\"وسبـّب المؤلف كون الاعتذار مطلوباً بإلحاح، ليس فقط في الجانب الشخصي بين الابن وابيه، بل وبين الجيلين ، جيل الأب وجيل الإبن فقد حقق جيل الأب\"اقامة دولة منقوصة السيادة تسير على طريق التطور ببطء\"رغم كون الأب ليس من العاملين في السياسة . في حين كان الإبن كادراً سياسياً شبه محترف، ومن ثم كادراً سياسياً محترفاً منذ نجاح ثورة الرابع عشر من تموز1958، وعنصراً قيادياً في اكبر حزب سياسي في البلاد بعد الثورة وجاء في الاعتذار\" وعلى الرغم مما حققه جيلنا من مكاسب للشعب، غير ان وطننا وشعبنا عانيا في حياة هذا الجيل من الكوارث مالم يسبق له مثيل\"علماً بأن كوارث ما بعد العام 1998لم تدخل في الحساب! وختم المؤلف اعتذاره بالقول: \"فكم من الحصرم اكلنا؟ وكم تضرّست اسناننا وستتضرس اسنان الجيل الذي يلينا ابي العزيز معذرة\" فكم كان الإبن محقاً في اعتذاره المتأخر ؟ ذلك ما يمكن الاجابة عليه من خلال قراءة هذه الشهادة