لاتنحصر اهمية سيرة حياة محمد شرارة فيما كتب في الادب والنقد والشعر، وانما هي كذلك جزء من المعانات نفسها التي كان يتعرض اليها الفكر الحر بعامته، في مرحلة تطور الفكر الليبرالي الحر العراقي، في فترة الثلاثينات ولغاية الستينات من القرن الماضي. ثار محمد شرارة على النظم...
لاتنحصر اهمية سيرة حياة محمد شرارة فيما كتب في الادب والنقد والشعر، وانما هي كذلك جزء من المعانات نفسها التي كان يتعرض اليها الفكر الحر بعامته، في مرحلة تطور الفكر الليبرالي الحر العراقي، في فترة الثلاثينات ولغاية الستينات من القرن الماضي. ثار محمد شرارة على النظم المتوارثة في التدريس عندما التحق في المدرسة الدينية في النجف في بداية العشرينيات من القرن الماضي، فخلع العمامة بعد ان حصل على شهادة الاجتهاد، لانه وجد ان لاسبيل الى اصلاح المدرسة الدينية. كما انتقد بشدة المناهج وطرق التدريس عندما التحق بالمدارس الثانوية. وبعد ان اطلع على الادب الاوربي الحديث والليبرالي، في الاربعينات، انتقل الى الرؤية العلمانية المادية، فكتب في مواضيع متعددة، وعالج قضايا كثيرة بجرأة ومن غير تردد، ووقف نصيراً في الدفاع عن حقوق المرأة وحركة السلام والعلمانية. اصبحت داره في منتصف الاربعينات في بغداد ملتقى الادباء والشعراء، ودار في هذه اللقاءات الاسبوعية النقد والتحليل والبحث عن ايجاد اسس لتجديد الشعر، وكان من بين الشعراء بدر شاكر السياب ونازك الملائكة ولميعة عباس عمارة وبلند الحيدري وغيرهم. كان عقلانياً في تفكيره، متسائلاً دائما، متحديا للسلطة. فحكم عليه بالسجن مراراً، وفصل من الوظيفة، وفتشت داره مرات عديدة، اسقطت الجنسية عنه مما ادى به الى العيش بعيداً عن عائلته لعقد ونصف.